العناوين الرئيسيةسورية

مجزرة كيمياوي الغوطة لم تمح من ذاكرة السوريين

يحيي السوريون الخميس المقبل الذكرى السنوية لمجزرة غوطة دمشق التي تعد من أبرز الجرائم والفظائع المروّعة التي ارتكبها نظام بشار الأسد المخلوع، عندما صعّد من جرائمه بحق الشعب السوري لتبلغ استخدام الأسلحة الكيمياوية المحرمة دوليًا لقتلهم.

ففي الساعة الثانية والنصف من فجر ال21 من آب العام 2013 تعرض المواطنون في الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي كانت فصائل الثورة السورية تسيطر عليها حينها، لقصف بصواريخ محملة بغاز السارين السام، الذي يؤدي إلى الموت بسبب توقف عمل الجهاز التنفسي.

حصل الهجوم الذي نفذه جيش الأسد أثناء نوم الأهالي وقد ظهرت عليهم أعراض تسمم حادة نتيجة استنشاق الغاز، كالاختناق، والتشنجات العضلية الحادة، والشلل المؤقت، وفقدان الوعي، في حين أكد شهود العيان أن كثيراً من الأهالي ماتوا خلال دقائق، بينما عانت أعداد كبيرة من حالات اختناق انتهت بعد وقت قصير بالموت، في حين كانت الشوارع والمستشفيات ممتلئة بالجثث.

وابتدأ الهجوم بقصف صاروخي من 8 إلى 12 صاروخاً على بلدتي زملكا وعين ترما ، وكانت جميع الصواريخ من نوع محلي الصنع، وقدرت سعة الواحد منها من 50-60 لتراً من غاز السارين، بينما كانت المحركات الصاروخية مشابهة في النوع والمواصفات لصواريخ غراد غير الموجهة عيار 122 مم، في حين كانت الرؤوس الحربية الكيمياوية وزعنفة التثبيت يدوية الصنع.

وقد وجدت مختبرات حللت العينات البيئية في زملكا وعين ترما آثارًا لغاز السارين في 14 عينة من أصل 17 عيّنة، ووصف أحد المختبرات مستوى السارين في 4 عيّنات بأنه “بتركيز عالٍ”.

في يوم المجزرة قال رئيس “المجلس الوطني السوري” جورج صبرا: إن 1300 شخص قُتلوا جراء قصف جوبر، وزملكا، وعربين وعين ترما، بقذائف محملة بالغاز السام.

وفي اليوم نفسه قصف نظام الأسد البائد  قرابة الساعة الخامسة صباحاً بلدة معضمية الشام في غوطة دمشق الغربية، حيث أفاد شهود عيان أنهم أحصوا سبعة صواريخ سقطت في محيط مسجد الروضة وفي المنطقة الواقعة بين شارع القهوة وشارع الزيتونة، والتي تبعد حوالى 500 متر شرق مسجد الروضة.

وقد عثر على محرك صاروخي لصواريخ بي إم-14 غير الموجهة أرض-أرض عيار 140 مم، وهذا النوع من الصواريخ يُمكن أن يُجهز بثلاثة أنواع من الرؤوس الحربية: رأس متفجر متشظّ أو رأس دخاني يحتوي على الفوسفور الأبيض،  أو رأس كيمياوية يحتوي على السارين.

بعد مجزرة الكيمياوي في الغوطة أرسلت الأمم المتحدة بعثة لتقصي الحقائق بقيادة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، التي تضمنت نتائج تحقيقها، أن الصواريخ المستخدمة في الهجوم كانت من أنواع معروفة بأنها جزء من ترسانة جيش نظام الأسد، وأن الأسلحة الكيمياوية المستخدمة، مثل غاز السارين، كانت موجودة ضمن ترسانة الأسلحة السورية، وفقًا لتقارير دولية قبل اتفاقية التخلص من الأسلحة الكيمياوية في عام 2013، كما أكدت النتائج أن الصواريخ التي أُطلقت على المناطق المستهدفة جاءت من مناطق تحت سيطرة النظام.

ومنذ وقوع مجزرة كيمياوي الغوطة يحيي المواطنون في سوريا والسوريون في بلدان الاغتراب واللجوء سنوياً ذكرى مأساة الغوطة، على أمل أن تتم محاكمة رئيس النظام البائد وحلفائه على تلك الجرائم والفظائع.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن أون لاين
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock