مجنسو منتخباتنا للسلة قصة طويلة من التخبط والأعباء المادية والفائدة الفنية غائبة

دخل موضوع تجنيس اللاعبين الأجانب ضمن منتخباتنا الوطنية لكرة السلة منذ أن سمح الاتحاد الدولي بذلك وكانت البداية في بطولة آسيا 2017 بلبنان عندما نجح اتحاد السلة برئاسة جلال نقرش حينها في تجنيس لاعب أجنبي ضمن صفوف المنتخب.
البداية كأس آسيا 2017
كانت أول تجربة تجنيس في تاريخ سورية خلال كأس آسيا 2017، وبالمصادفة جاءت أول مباراة لتودوروفيتش أمام الأردن، في لقاء ما زال عالقًا في أذهان الجماهير بعد الخسارة بفارق سلة (58–56 )
قدّم اللاعب مستوى متوسطًا:
10 نقاط أمام الأردن.
4 نقاط أمام إيران.
23 نقطة و14 ريباوند أمام الهند.
تراجع أداؤه أمام الصين في مباراة ضاعت في لحظاتها الأخيرة.
تقاضى تودوروفيتش ستة آلاف دولار لقاء مشاركته في البطولة، و4 آلاف إضافية عن نافذتين في تصفيات كأس العالم 2019.
هوكينز وكيل بداية التجارب الجدية
شهدت المرحلة التالية تحسنًا واضحًا، حيث جاءت الحاجة لصانع ألعاب وهداف، فتم اختيار: الأميركي جاستن هوكينز.
لعب أربع مباريات في النافذتين الأخيرتين من تصفيات مونديال 2019
بلغ معدله 22.5 نقطة، تقاضى خمسة آلاف دولار عن كل نافذة.
بعده جاء اللاعب الذي اعتبره كثيرون من أفضل ثلاثة مجنسين مرّوا على المنتخب: الأميركي تراي كيل، قاد المنتخب للفوز على إيران وقطر في تصفيات آسيا 2020
ونال ثمانية آلاف دولار، حصد محبة الجماهير بسرعة بفضل تأثيره الكبير.
منطق اقتصادي… ثم تخبط كبير
في النافذة الأخيرة من تصفيات آسيا 2020، جاء الأميركي دوغلاس هيرينغ وأجره سبعة آلاف دولار، دوره كان تكتيكيًا أكثر منه تهديفياً،
بعده ظهر أحد أبرز المجنسين هجوميًا:
أمير هينتون، لعب ست مباريات في الدور الأول من تصفيات كأس العالم 2022
لاعب سريع وهداف، أجره وصل إلى ثمانية آلاف دولار، لكن مشاكله الانضباطية مع المدربين جو ساليرنو، وخواريز تسببت بفوضى كبيرة، غياب هينتون غير المبرر عن كأس آسيا 2022 أدى لحرمان المنتخب من أي لاعب مُجنّس، وكانت النتيجة مشاركة كارثية.
ثم جاء الدور على اللاعب براندون بيترسون وكانت أسوأ تجربة.
حيث شارك في التصفيات الأولمبية بدمشق، وظهر بأداء باهت جدًا جعل الجماهير تطالب بإخراجه، تقاضى ستة آلاف دولار.
الأسعار ترتفع… والأداء لا يتحسّن
في تصفيات آسيا التالية بدأت الأرقام تكبر:
جافيون بليك → 10 آلاف دولار
أماوري هاردي → 12 ألف دولار.
مايرون غوردون → 12 ألف دولار.
وكانت نتائجهم متفاوتة من دون تأثير حقيقي على استقرار المنتخب.
نهائيات كأس آسيا… أعلى تكلفة
اللاعب العاشر كان الأميركي كيرون ديشيلدز (أبو سعيد)
قدّم مستويات ممتازة فرديًا أمام اليابان (21)، إيران (29)، وغوام (16)، لكنه لم ينجح في إنقاذ المنتخب من أسوأ مشاركة في تاريخه،
تقاضى ما يقارب 30 ألف دولار عن ثلاث مباريات فقط.
اللاعب ستانلي ديفيز جونيور الذي شارك مع منتخبنا في النافذة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم قطر 2027 ولم يظهر بمستوى جيد رغم أن معدله بالتسجيل كان مقبولاً.
خلاصة
على مدار سبع سنوات، تحوّل ملف التجنيس من وسيلة لدعم المنتخب إلى عبء مالي وفني بسبب، عدم الاستقرار، تغيّر المجنس في كل نافذة تقريباً، ضعف التخطيط، دفع مبالغ كبيرة مقابل نتائج محدودة، غياب الانسجام والانضباط.
الوطن