مدير عام “أسمنت الشمالية” السعودية لـ “الوطن”: انخفاض سعر الأسمنت في السوق السورية 50 بالمئة بعد دخولنا السوق.. ومعمل الأسمنت الأبيض يدخل السوق قبل نهاية العام

لم تنتظر مجموعة أسمنت الشمالية السعودية انعقاد منتدى الاستثمار السوري السعودي لتبدأ أعمالها في سوريا، بل وردت الأسمنت بعد أسبوع من التحرير وبدأت ببناء معمل لإنتاج الأسمنت الأبيض الذي تفتقده السوق السورية، ودخلت في شراكة لاستثمار معمل عدرا بعقد على هامش منتدى الاستثمار السوري السعودي.
المدير العام لمجموعة أسمنت الشمالية السعودية لصناعة الأسمنت في سوريا علي العباس تحدث لـ”الوطن عن العلاقة الاستثمارية مع الشركة العامة لصناعة الأسمنت “عمران ” في سورية قائلاً: هذا العقد يمثل بالنسبة لمجموعة أسمنت الشمالية بادرة تعاون وشراكة حقيقية مع شركة الأسمنت السورية، وذلك ضمن هدف المجموعة بأن تكون شريكاً حقيقياً في صناعة الأسمنت في سورية، ومساهماً حقيقياً في إعادة بناء سوريا، مضيفاً: بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة وحسابات المنافسة الإقليمية، نقوم الآن بإنشاء مصنع للأسمنت الأبيض ونستعد في الوقت ذاته لبناء معمل آخر في سوريا.
وتابع قائلاً: المهم الآن هو تطوير الصناعة السورية المحلية، وإذا كانت شركة الأسمنت السورية ستكون منافساً لنا في السوق لكن نرى أنه من واجب الشركة علينا أن نمد يدنا للتعاون معها بعد أن وجدنا هناك تجاوباً وتعاوناً ونية صادقة لتطوير المعامل وتعطشهم للمعرفة ونقل الخبرات ونحن على استعداد لذلك.
وقال: أما بالنسبة لخطط المجموعة لتطوير صناعة الاسمنت في سوريا، فإننا نتطلع اليوم لرؤية استراتيجية واضحة المعالم بشأن استثمار المجموعة في سورية كمجموعة عربية سعودية لها استثمارات في دول أخرى، ونتطلع لأن يكون لدينا حضور في سوريا نظراً لأهميتها الاستراتيجية.
وأوضح العباس أن هذه الرؤية تعتمد على ثلاثة عناصر الأول هو وجود معمل الأسمنت الأبيض الذي تم التأسيس له في سوريا وهو أول معمل للأسمنت الأبيض في سوريا ويغطي حاجة السوق السورية وبدأ العمل فيه مطلع العام الحالي وبلغت نسبة الإنجاز 80 بالمئة ويتوقع أن يتم الانتهاء منه قبل نهاية العام الجاري وسيغطي حاجة سوريا من الأسمنت الأبيض، والثاني هو بناء معمل أسمنت متكامل بخطي انتاج بطاقة 2 مليون طن لكل خط في منطقة أبو الشامات بكلفة 250 مليون دولار، والثالث هو توريد الأسمنت إلى سوريا حيث تعتبر مجموعتنا من أكبر الموردين للأسمنت في سوريا وذلك ابتداء من منتصف شهر كانون الأول الماضي، حيث كان أول أسمنت مستورد يدخل هو من مجموعة أسمنت الشمالية السعودية.
ورأى العباس أن السوق السورية لمادة الأسمنت تتعرض لفجوة كبيرة وطارئة بين العرض والطلب خلال السنوات الماضية وكان من الواضح وجود احتكار في السوق نتيجة منع استيراد الأسمنت واقتصر على إنتاج القطاع العام ومعمل واحد للقطاع الخاص، ما أدى إلى ارتفاع كبير لسعر الأسمنت في السوق، مضيفاً: الآن الاستيراد مفتوح والسوق متعطشة للمادة ما أدى إلى انخفاض بنسبة 40-50 بالمئة في الأسعار عما كانت عليه في السابق.
وأشار إلى أن الكميات الآن كافية للطلب لأن 60 بالمئة من الأسمنت الموجود هو مستورد، علماً أن ذلك لم يؤثر في المعامل الموجودة، وجميع الانتاج المحلي مبيع والمستورد يغطي الحاجة.
وأضاف: اليوم سوريا تستهلك 15-20 ألف طن من الأسمنت ينتج منها بحدود خمسة آلاف طن في سوريا والباقي يتم استيراده.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية سيكون دورنا إرسال الخبراء ونقل الخبرات، رغم أن سوريا كانت عامرة دائماً بالكوادر الفنية المتخصصة، لكن ما حدث أدى لنقص كبير في الخبرات والبعد عن التكنولوجيا، واليوم واجبنا نقل خبراتنا في صناعة الأسمنت إلى سوريا، ولنا تجربة راسخة في العراق.
ونوه إلى أن رؤية الشركة في سوريا ترتكز على أن الخبرات السورية قادرة على مواجهة كل التحديات، ونؤمن أن صناعة الأسمنت ستتطور بسرعة وسيغطي الإنتاج الطلب المحلي كاملاً والتحول إلى التصدير.
وأضاف العباس: أما العلاقة القانونية مع الشركة السورية فهي علاقة شراكة حقيقية وتعاون ودعم فني وتطوير للكوادر والمعدات وعلاقة تكامل مبنية على الحقائق المهنية، والشكل القانوني والمالي تحدده الأطر الأخيرة للعقد.
وتابع: نؤمن أن سورية ستكون دولة منافسة في سوق الأسمنت لأن سوق الأسمنت سوق مشوهه في دول الجوار حيث إن هناك فائض إنتاج في الدول المجاورة، وسيكون لسورية قيمة تفضيلية نظراً لانفتاحها على البحر المتوسط ما يوفر لها فرصة التصدير الأكبر، ونحن ملتزمون بكل ما يتطلبه الواجب تجاه سورية بناء.
محمود الصالح