مشاركة رئيس سوريا في مبادرة مستقبل الاستثمار رمزية سياسية مع بعد اقتصادي فعّال

أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة حلب الدكتور عبد الحميد صباغ أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في مبادرة مستقبل الاستثمار، تُعد خطوة بالغة الأهمية، ليس فقط لما تحمله من رمزية سياسية، بل لما تمثله من بوابة اقتصادية جديدة تعيد سوريا إلى قلب المنصات الاستثمارية العالمية.

وأوضح صباغ أن أهمية الزيارة تنبع من مكانة المبادرة نفسها، إذ تُعد واحدة من أهم المنصات الاقتصادية الدولية، حيث يشارك فيها نحو عشرين رئيس دولة وأكثر من ستمئة شخصية اقتصادية من رجال أعمال ورواد استثمار من مختلف أنحاء العالم. ويرى أن وجود سوريا في مثل هذا المحفل العالمي يفتح الباب أمام فرص اقتصادية حقيقية ويبعث برسالة ثقة للمجتمع الدولي مفادها أن سوريا عادت لتكون شريكاً فاعلاً في التنمية الإقليمية.

آثار اقتصادية إيجابية متعددة

وأشار الدكتور صباغ إلى أن المشاركة السورية في المبادرة ستترك آثاراً اقتصادية إيجابية يمكن تلخيصها بعدة نقاط أساسية، أبرزها طرح مشاريع اقتصادية نوعية أمام المستثمرين الأجانب، وفتح قنوات اتصال مباشرة مع رجال الأعمال والمؤسسات الدولية، إضافة إلى تحسين الصورة الاقتصادية لسوريا أمام المشاركين، والتعرّف على اتجاهات الاستثمار العالمي بما يساعد على صياغة سياسات اقتصادية أكثر انسجاماً مع الواقع الدولي.

أهمية التحضير الداخلي لجذب الاستثمارات

ويرى صباغ أن هذه المشاركة يجب أن تُقابل بخطوات عملية داخلية، أهمها الإسراع في تهيئة المناخ الاستثماري لجذب رؤوس الأموال الأجنبية. ويقترح في هذا الإطار ضرورة الإسراع في إعداد مسودة قانون استثمار حديث يتوافق مع التطورات الاقتصادية الراهنة، ويضمن حقوق المستثمرين ويشجع على تدفق رؤوس الأموال إلى الداخل السوري.

تطوير البنية المصرفية والإدارية

كما شدّد على ضرورة تهيئة البنية المصرفية لتكون قادرة على استقبال الاستثمارات وتمويل المشاريع الكبرى، إلى جانب إنجاز التغييرات الهيكلية المطلوبة في الوزارات والإدارات العامة بما يتلاءم مع التحولات الاقتصادية المستقبلية. ويرى أن ذلك لا بد أن يتم ضمن خريطة عمل اقتصادية متكاملة تشكل دليلاً واضحاً للمستثمرين وتمنحهم الثقة للاستثمار في السوق السورية.

محمد راكان مصطفى