من الميدان

ثلاثة معابر جديدة اليوم.. والطريق الدولي إلى حماة أولوية … الجيش في جهوزية تامة: «حلب قصدنا وأنت السبيل»

استكمل الجيش العربي السوري استعداداته لبدء عملية عسكرية في ضواحي حلب وريفها، تضع الطريق الدولي الذي يصلها بحماة، وفق «اتفاق سوتشي» ٢٠١٨، في الخدمة وتؤمن من الإرهاب الجبهات الغربية للمدينة، غير المشمولة بوقف إطلاق النار، الذي أعلنت عنه موسكو في إدلب الخميس الفائت، وأقرت أنقرة سريان مفعوله اعتباراً من منتصف الليلة الفائتة.
وكشف مصدر ميداني في حلب لـ«الوطن»، عن استقدام الجيش السوري أرتالاً عسكرية جديدة، بينها صواريخ حديثة لم تستخدم في حلب من قبل، إلى خطوط تماس الجبهات الغربية من المدينة وإلى ريف المحافظة الجنوبي، أضيفت إلى التعزيزات السابقة التي أرسلت في وقت سابق إيذاناً ببدء عملية عسكرية متوقعة في أي لحظة، لا تتنافى مع وقف إطلاق النار، وتصب في إطار تطبيق بنود «سوتشي» ومقررات «أستانا».
وأشار المصدر، إلى أن الجيش نفذ أمس رميات صاروخية ومدفعية استهدفت مقرات وتحركات الإرهابيين في ريفي حلب الغربي والجنوبي، ودمرت منصات إطلاق القذائف والصواريخ التي أطلقت على منطقة منيان في الجهة الغربية من المدينة، وقتلت وجرحت عدداً من إرهابيي «جبهة النصرة» و«الجبهة الوطنية للتحرير»، الممولة من النظام التركي.
وأكد أن الجيش السوري بات في جهوزية تامة، وعلى أتم الاستعداد للقيام بعمل عسكري ضخم، أعد وخطط له جيداً، ويشمل كل القطاعات والمحاور التي تحددها القيادة العسكرية وعلى طول جبهات غرب وجنوب المحافظة، وشدد على أنه آن الأوان كي تنعم الشهباء بالأمن والاستقرار بعد أكثر من ثلاث سنوات من تحريرها من الإرهاب، واستشهد بقول الشاعر أبو الطيب المتنبي في مدحها بقوله: «كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل».
إلى ذلك، أوضح خبراء عسكريون لـ«الوطن»، أن الجيش السوري لم يستقدم تعزيزات عسكرية ضخمة ونوعية إلى حلب بمثل ما فعله في الآونة الأخيرة، باستثناء الفترة التي حرر فيها الشطر الشرقي من المدينة نهاية العام ٢٠١٦، ما يدل إلى أنه عازم على تنفيذ عملية عسكرية كبيرة جداً، ويضمن فيها تحقيق التفوق والحسم وتنفيذ الأهداف المرجوة منها وخلال فترة زمنية وجيزة.
وتوقع الخبراء أن تنطلق عملية الجيش السوري في بدايتها من ريف حلب الجنوبي، وباتجاه بلدات العيس والزربة وخان طومان ومنطقة ايكاردا على طريق حلب حماة الدولي لحجز موطئ قدم له على مقاطع منه قبل أن يتمدد باتجاه سراقب في إدلب ونحو خان العسل عند مدخل حلب الغربي لتأمين جزء من الأحياء الغربية للمدينة التي تطولها قذائف الإرهاب مثل الحمدانية.
في الغضون، قالت مصادر معارضة مقربة من «الوطنية للتحرير» لـ«الوطن»: إن الميليشيا استقدمت أرتالاً عسكرية ضخمة من الإرهابيين والعتاد العسكري إلى جبهات القتال في حلب، مقابل تعزيزات الجيش السوري، إلا أنها متخوفة من عملية الجيش السوري، نظراً لفارق الإمكانات والعزيمة العسكرية والتخطيط المحكم.
وأعلن أمس أن السلطات السورية، وابتداءً من اليوم الأحد بالتزامن مع موعد الهدنة المعلنة، ستفتح ثلاثة معابر إنسانية موزعة على قرى الهبيط وابو الظهور جنوب وشرق محافظة ادلب وفي بلدة الحاضر جنوبي حلب، لتكون بوابة عبور الأهالي، الراغبين في التخلص من بطش التنظيمات الإرهابية في إدلب وفي ريفي حلب الجنوبي والغربي، إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، وذلك بعد استكمال الاستعدادات اللوجستية من الدولة السورية والهلال الأحمر العربي السوري، في المعابر التي يوجد فيها كادر طبي سوري روسي وممثلون عن المركز الروسي للمصالحة في سورية.
على صعيد مواز، أعلن مركز التنسيق الروسي في بيان له أمس، أن هجوماً واسعاً شنه إرهابيون وصل عددهم لحدود 200 إرهابي، على متن 30 سيارة دفع رباعي مزودة برشاشات، على مواقع الجيش السوري في محيط بلدة جرجناز، حيث تمكن الجيش من صد الهجوم وإحباطه.

خالد زنكلو – حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock