معاون وزير الإعلام: تراجع زخم التحريض الطائفي وانكشاف محدودية قدرة الفلول على الحشد

أكد معاون وزير الإعلام عبد الله الموسى، أن وتيرة الاحتجاجات في الساحل السوري شهدت تراجعاً ملحوظاً مقارنة بمراحل سابقة، باستثناء مدينة طرطوس، وذلك رغم ما رافقها من زخم إعلامي واسع ومحاولات تحشيد مكثفة.
ونقلت “الإخبارية” عن الموسى قوله إن انحسار الشعارات الكبيرة، وعلى رأسها الدعوات إلى “الفيدرالية”، يعكس نجاحاً نسبياً للمقاربة السياسية التي اعتمدتها الدولة في احتواء التطورات وضبطها، الأمر الذي دفع فلول النظام البائد إلى البحث عن مسارات تصعيد بديلة، عبر واجهات مدنية، مستغلين التفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة حمص.
وبيّن الموسى أن وجود أنصار لفلول النظام البائد، إلى جانب بعض رجال الدين المحرّضين، يعد أمراً متوقعاً في ظل تراكم عقود من التطييف واستخدام الطائفية كأدوات حكم وضبط اجتماعي، مشيراً إلى أن هذه البنى لا تزول تلقائياً بسقوط السلطة، بل تظل إرثاً ثقيلاً في الوعي الجمعي.
ولفت إلى أن اللافت في المرحلة الحالية هو التراجع الواضح في قدرة الخطاب الطائفي وورقة الفلول على التعبئة الشعبية، وهو ما يتجلى في الانخفاض العددي الملحوظ لمناصريهم في الشارع، مقارنة بمحاولات سابقة.
وحذر الموسى من أن الأخطر في المشهد يتمثل في الانتقال إلى استخدام السلاح ومواجهة قوى الأمن، معتبراً أن هذا السلوك يعكس فقدان الثقة بجدوى الحراك أكثر مما يدل على امتلاك قوة حقيقية.
وأشار إلى أن اللجوء إلى العنف جاء عقب فشل التظاهرات السابقة في تحقيق أهدافها، وانكشاف محدودية تأثيرها، بل وتحول نتائجها بعكس ما كان يطمح إليه منظموها، ما ينذر بمزيد من التوتر.
وفي هذا السياق، شدد الموسى على أن مسؤولية تاريخية تقع على عاتق العقلاء ووجهاء الساحل السوري، وتتمثل في اتخاذ موقف واضح يرفض استخدام طائفة بأكملها كدرع سياسي، وقطع أي صلة بخطاب فلول النظام البائد، والمساهمة في خفض منسوب التوتر ومنع الانزلاق نحو سيناريوهات دموية، مؤكداً أن تعطيل منطق الاستفزاز عبر مواقف عقلانية وشجاعة يمثل استثماراً حقيقياً في استقرار المجتمع وحمايته من مسارات خطرة.
وحول التوقيت، رأى الموسى أن هذه التحركات لا يمكن فصلها عن السياق الأمني الأوسع، لافتاً إلى تزامنها مع نشاط متزايد لتنظيم “داعش”، أعقب إفراج قوات “قسد” عن بعض قياداته الأمنية، وأوضح أن هذا التزامن ليس مصادفة، بل يأتي في إطار محاولات خلق حالة توتر أمني عام، تُستثمر لتحريك بقايا الفلول في الساحل، وصرف الأنظار مؤقتاً عن ملف “قسد” الذي يقترب من استحقاق حاسم خلال أيام.
وختم الموسى بالتأكيد على ضرورة عدم قراءة هذه التحركات من زاوية الشعارات أو المطالب المعلنة فقط، بل فهمها ضمن بعدها الأمني–السياسي، باعتبارها محاولات لتوظيف الشارع وإغراقه بأعمال شغب وعنف مغلّفة باحتجاجات مصطنعة، بهدف إعادة إنتاج نفوذ فلول النظام البائد وإرباك الدولة عبر التصعيد المنظم.