مقالات وآراء

معبَر مساعدات وحيد وانتصار روسي صيني جديد في مجلس الأمن

سيلفا رزوق

لمدة أسبوع كامل تقريباً، ومعركة علنية تدور في أروقة مجلس الأمن بين روسيا والصين بالتنسيق مع دمشق، ودول الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأميركية في محاولة لتمرير مشروع قرار غربي يمدد لآلية إدخال المساعدات الأممية إلى سورية عبر منافذ حدودية محتلة، الأمر الذي عارضته موسكو وبكين، وأدى إلى استخدام حق الفيتو في رحلة استغرقت ٧ جلسات تصويت علنية وغير علنية لصياغة وتعديل القرار، انتهت فجر اليوم بانتصار دبلوماسي روسي وصيني، مدد دخول المساعدات الأممية عبر معبر واحد فقط هو «باب الهوى» ولمدة ١٢ شهراً، وذلك بدلاً من نقطتي عبور حدوديتين (باب السلام وباب الهوى) كانتا تطالب بهما الدول الغربية.

نجح الروس في كسر الخطوط الحمراء الغربية مجدداً، وثبتوا معبر «باب الهوى» دون سواه بعد معركة دبلوماسية استمرت أياماً فضحت ملف المساعدات المسيّس بامتياز، وخرج مجلس الأمن فجر اليوم بقرار نال أغلبية 12 صوتاً من أصل 15، وامتناع روسيا والصين وجمهورية الدومينيكان عن التصويت، وهو قرار معدّل من ألمانيا وبلجيكا نصّ على إبقاء معبر «باب الهوى» مفتوحاً لمدّة عام، بدلاً من نقطتَي عبور كانتا مستخدمتَين في السابق.

أسبوع الانقسامات الأممية، والموقف الروسي ومعه الصيني، وما تبعها من تصريحات واضحة المعالم لجهة التأكيد على الحق والدور السيادي للحكومة السورية، كشف عن محاولات من حلفاء دمشق للوقوف في وجه خطوات أميركا المتتابعة لحصار السوريين، والتي شكل «قانون قيصر» أحد عناوينها الأساسية.

ورغم عدم إشارة القرار الأخير إلى أي أحكام حول الإجراءات أحادية الجانب ضد سورية، كما طالبت روسيا من خلال مشروع قرار لم يحصل على أغلبية أصوات، غير أن القارئ في تفاصيل ما جرى يدرك أن القرار الذي تم اعتماده شكل خطوة نحو الأمام، وثبّت قدرة حلفاء دمشق على الوقوف في وجه التخطيط الأميركي الغربي التركي، المبني على تثبيت أمر واقع ميداني، ودعمه بحصار اقتصادي جائر، على طريق الوصول إلى مكاسب منتظرة خلال الاستحقاقات الدستورية التي تستعد لها دمشق خلال الفترة القادمة.

محاولات تجويع السوريين وحصارهم وخلخلة البيئة الاجتماعية والاقتصادية الحاضنة للدولة، قابلتها معادلة هجومية واضحة المعالم كشفت عنها جلسات مجلس الأمن، عنوانها محاصرة تدفق المساعدات الغذائية والطبية للبيئة الحاضنة للإرهاب، والأداة العسكرية بيد واشنطن وأنقرة للحفاظ على آخر موطئ لقدم الإرهاب في سورية، والوقوف في وجه الابتزاز الأميركي الغربي المتواصل وغير المحدود.

المعادلات الجديدة التي أعلن حلفاء دمشق عنها في أروقة مجلس الأمن والمسبوقة بمواقف ثابتة لجهة مواصلة دعم السوريين وتحدّي «قيصر» وتبعاته، تبدو كفيلة بفهم ملامح المواجهة السياسية القادمة على المسرح الدولي، وتوصيف المندوب البلجيكي لما جرى ليل أمس بأنه «يوم حزين» خير دليل على ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock