من الميدان

معركة جديدة ترسم خطوط المواجهة المستقبلية في البادية السورية

مصادر لـ”الوطن أون لاين” تحدثت عن تحرك عسكري للجيش العربي السوري وحلفاؤه باتجاه الشرق والجنوب الشرقي من مدينة القريتين، التي سيطر عليها الجيش السوري العام المنصرم، حيث تقدم بشكل ملحوظ في المنطقة وسيطر على نقاط كثيرة، ترافق هذا التحرك مع اشتباكات اختلفت حدتها من وقت لأخر ومن منطقة لأخرى مع عناصر تنظيم “داعش” .

المصادر أشارت إلى أن الجيش السوري يسعى إلى طرد تنظيم “داعش” من المنطقة دعما للعملية العسكرية التي يقودها في البادية بهدف الوصول إلى التنف، كما يسعى من خلالها إلى تأمين ظهر القوات المتواجدة بتدمر التي تتقدم بخطى ثابتة باتجاه حقل آرك في الطريق إلى ديرالزور، موضحة أن تعدد المحاور التي يعتمدها الجيش في عملياته العسكرية باتجاه البادية تعود لمساحتها الكبيرة، والانتشار الواسع للإرهابيين داخلها.

الجيش السوري وحلفاؤه سيطروا، في هذه العملية العسكرية، على أكثر من 1000 كم مربع وضمت هذه المساحة المناطق التالية: جبل محسة – صوانات المحسة – سد القريتين – جبل الخنزير – تلول الخضاريات – تلول الأعمدة – تلة أم طويقية- سحابات المشتل – تلة الاتصالات ومحطة القطار – تلة الشهداء.

المصادر أكدت أن العملية مستمرة حتى تأمين المنطقة وصولا إلى مطار السين العسكري، حيث سيتحقق من خلال ذلك قطع طرق إمداد المسلحين والتي تصل بين القلمون الشرقي (جيرود – الرحيبة) والبادية الشرقية التي تتواجد بها المليشيات المدعومة أمريكيا، في الوقت التي ما تزال فيها الأنظار متوجهة إلى التنف ونحو الحدود العراقية.

يأتي هذا التحرك بعد ساعات قليلة من إعلان مليشيات مسلحة لمعركة أسموها “بركان البادية” ضد الجيش السوري وحلفاؤه في البادية، في خطوة تصعيدية من جانب تلك المليشيات التي دخلت الأراضي السورية انطلاقا من الحدود الأردنية برعاية وتبني كامل من الولايات المتحدة الأمريكية بحجة محاربة تنظيم “داعش”.

ووفق تقارير إعلامية، نشرت مؤخراً، تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى تشكيل جيب «إستراتيجي» معاد يفصل العراق عن سورية من خلال السيطرة على المعابر بين البلدين؛ وهذا يتطلب سيطرة للميليشيات المسلحة على كامل المنطقة الممتدة من الحدود الأردنية وصولا إلى المنطقة الشرقية.

وكان طيران التحالف الأمريكي استهدف، مؤخرا، رتلا للجيش السوري كان متجها إلى منطقة التنف، على الحدود العراقية السورية، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء بالإضافة إلى بعض الخسائر المادية، إلا أن المصدر العسكري السوري أكد أن الجيش مستمر بالقيام بواجبه في محاربة “داعش” و”النصرة” والدفاع عن كامل أراضيه رغم جميع محاولات ما يسمى التحالف بإيقافه عن أداء واجباته المقدسة.

معركة جديدة ترسم في ملامحها خطوط المواجهة المستقبلية للجيش السوري مع التنظيمات والفصائل في البادية، حيث أن إنهاء ملف “الجيب” المتواجد في القلمون الشرقي سيساعد في إبعاد خلايا “داعش” باتجاه عمق البادية، كما انه سيتيح حصار مواقع “أسود الشرقية” في البلدات المحاذية لطريق دمشق – السويداء، بالإضافة لإطباق الحصار على التنظيمات المتواجدة في القلمون الشرقي ما سيدفعها إلى القبول بأي تسوية يفرضها الجيش العربي السوري وضمن شروطه.

وسام جديد – الوطن اون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock