محلي

ملاهي جرمانا.. الرقص على إيقاع الحرب

تسود ليالي جرمانا حالة من عدم الانضباط ومن السلوكيات العنيفة غير المبررة التي تسببها الملاهي الليلية التي باتت تحتل معظم شوارع المدينة، فارضة على ساكنيها التعايش مع ليل خال من السكون والسكينة بسبب أصوات الضرب والتكسير الصادرة عن هذه الملاهي.

عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق منير شعبان بين لـ«الوطن» أن ظاهرة الملاهي غير مرخصة ازداد عددها بفعل عدة عوامل أبرزها الحرب التي تمر بها البلاد.

ويرى شعبان أن كثرة الملاهي أمر طبيعي وإن كان سكان جرمانا كأهالي الحي رافضين للفكرة تماماً لكنه أمر مفروض عليهم في ضوء التزايد السكاني الذي شهدته جرمانا، لافتاً إلى أن عدد سكان جرمانا اليوم نحو 1.5 مليون نسمة أي ما يعادل عدد سكان حلب، والتنوع المناطقي لجرمانا خلق خليطاً سكانياً من بيئات تختلف بأعرافها أتاح وجود هذه النوادي.

وأشار شعبان إلى وجود تواطؤ بين البلديات ومستثمري الملاهي في كثير من الأحيان كان السبب في الخلل كله، مشيراً إلى أن «الوساطة» بحسب تعبيره تكون المنقذ الأول لهم للهروب من العقاب والعودة للعمل بعد شهر كحد أقصى لإغلاق أي ملهى ليكون كفيلاً بإعادة افتتاح المحل بتقديم طلب للترخيص!

اتفق مدير الخدمات والجودة السياحية في وزارة السياحة زهير أرضروملي في النظرة الوردية مع عضو المكتب التنفيذي لمحافظة ريف دمشق مجيباً عن سؤال «الوطن» حول ترخيص الملاهي ورقابة الوزارة عليها قائلاً: نستخدم تعبير النادي الليلي عند تحول المطعم عن نظامه التشغيلي، ليكون له برنامج خاص حتى كوجود راقصة وفرقة موسيقية.

وأكد أرضروملي وجود جولات دائمة بين كل فترة وأخرى تلامس أوضاع المطاعم والنوادي في جرمانا ويتم اتخاذ إجراءات لإغلاق النوادي المخالفة أو غير المرخصة، كما يتم فتح باب الضرائب من ناحية الرسم المفروض لمصلحة الخزينة المركزية من خلال رفع رسم الإنفاق الاستهلاكي على هذه النوادي، مطلقاً على الإجراءات المتخذة (ضبط مخالفة وصول التنفيذ)، في حال اكتشاف ناد ليلي مرخص كمطعم، وتتم إحالة المخالفة إلى المديرية التنفيذية في الوزارة لتشغيله وتأهيله بشكل جديد وإحالة كتاب للمحافظة لاتخاذ الإجراءات القانونية أصولاً.

وعن البرامج الفنية في النوادي الليلية ووضع الراقصات والمغنيات بين رئيس فرع نقابة الفنانين بريف دمشق سعد محسن لـ«الوطن» أن الآداب العامة هي المسؤولة عن الفرق الفنية التي تحضر في كل ملهى، ويقتصر دور نقابة الفنانين على منح ترخيص مزاولة العمل للفنانين والرقصات والعازفين للعمل في هذه النوادي بناءً على طلب مقدم منهم إلى النقابة التي تقوم بدورها باختبار في نقابة الفنانين ومن ثم يتم تنظيم عقد سنوي أو شهري بحسب كل اختبار وعليه يتم منح رخصة مزاولة العمل.

وقال: إن جولات المراقبة تتم باستمرار لمعالجة الخلل القائم في حال لوحظ وجود راقصة أو مغنية لا تملك رخصة من نقابة الفنانين مؤكداً أنه تتم معاقبة المسؤول عن الملهى وإحالة الراقصة التي لا تملك عقداً أو أوراقاً ثبوتية للقضاء واتخاذ الإجراءات القانونية أصولاً.

إن سلمنا بأنه يحق لمن يرغب في السهر والتسلية ضمن نوادي توفر متطلباتهم الترفيهية، وإن بررنا منطق وجود الملاهي بكثرة، يبقى السؤال الأهم: من سيضمن حق المواطنين في عيش ليال هادئة في مواطن سكنهم بعيدة عن نواتج هذه النوادي من عنف وصخب، وهل من الممكن أن يقوم من يحمي هذه النوادي بإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف كأن يتم الترخيص لهذه النوادي في مناطق بعيدة عن الأحياء السكنية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock