من الأمم المتحدة.. الرئيس الشرع يرسم ملامح سوريا ما بعد الطغيان

في خطاب سياسي هو الأبرز منذ تسلّمه مقاليد الحكم، أعلن الرئيس أحمد الشرع من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ملامح “التحول التاريخي” في مسار الدولة السورية، بعد ستة عقود من الحكم الشمولي الذي أكد أنه “جهل قيمة الأرض التي حكمها”.
قطع كامل مع الماضي
في كلمة سوريا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدروتها الثمانين، وصف الرئيس الشرع النظام السابق بـ”الظالم الغاشم”، محملاً إياه مسؤولية ما آلت إليه سوريا من دمار ومآسٍ وتفكك.
الرئيس الشرع أكد ، في السياق، أن الحكومة الحالية جاءت لتملأ فراغ السلطة بـ”حكومة ذات كفاءات”، معلناً “إعادة هيكلة مؤسسات الدولة” على أسس جديدة تقوم على الكفاءة والشفافية.
كلمة الرئيس الشرع بدت وكأنها بيان ولادة جمهورية جديدة، تسعى إلى الخروج من رحم الخراب نحو بناء دولة مدنية عادلة، تُعيد للسوريين ثقتهم بدولتهم ومؤسساتهم.
حوار وطني… لا إقصاء
وفي لفتة تصالحية، دعا الرئيس الشرع إلى “حوار وطني جامع”، مفتوح أمام جميع المكوّنات والتيارات السورية، بعيداً عن منطق الإقصاء الذي ميّز المرحلة السابقة، الدعوة بدت مبادرة جادة لطي صفحة الانقسامات، وبدء كتابة عقد اجتماعي جديد يضمن تمثيل الجميع.
العدالة قبل المصالحة
وفي خطوة بالغة الأهمية، وقد تُشكّل سابقة في تاريخ السياسة السورية، تعهّد الرئيس الشرع بتقديم “كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة”، مشيراً إلى أن الدولة السورية شكّلت لجاناً لتقصي الحقائق بالتعاون مع الأمم المتحدة، وخرجت بنتائج “شفافة وغير معهودة”.
الانتخابات: محطة مفصلية
ومن بين النقاط الأبرز، إعلان الرئيس الشرع المضي قدماً في تنظيم انتخابات مجلس الشعب، ما يشير إلى نية واضحة لتمتين الشرعية من خلال آليات ديمقراطية، بعد سنوات من غياب الانتخابات التعددية والشفافة.
خطر التقسيم… والرد بالتكاتف الشعبي
من جهة ثانية، حذّر الرئيس الشرع من “محاولات إثارة النعرات الطائفية” من أطراف داخلية وخارجية، تسعى لإعادة البلاد إلى دوامة التقسيم والاقتتال، لكنه أكد أن “الإنجاز السوري الفريد والتكاتف الشعبي” كانا كفيلين بإفشال تلك المشاريع.
خطاب الرئيس الشرع جاء في وقت حساس، تشهد فيه سوريا تحولات سريعة على المستويين الداخلي والخارجي، فكلمات الرئيس الشرع فتحت باب الأمل لدى كثيرين بإعادة بناء دولة القانون.
الوطن