من حاكم مصرف سوريا المركزي إلى مصارف العالم … عدنا

أرسل حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية أو رسالة عبر نظام سويفت (SWIFT) إلى مراسليه حول العالم، وذلك للمرة الأولى بعد توقف دام 14 عاماً بسبب العقوبات. وتعد هذه الخطوة جزءاً من الجهود الرامية إلى إعادة دمج الاقتصاد السوري في النظام المصرفي العالمي، حيث تم إرسال رسالة تحية إلى جميع مراسلي المصرف حول العالم، وأولهم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

الخبير المالي والمصرفي د. عبد الله قزّاز أكد لـ “الوطن” أنّ عودة سوريا إلى نظام سويفت العالمي سيكون له أثر إيجابي كبير في قطاع الأعمال والتجارة في سوريا، وتؤدي عادة إجراءات كهذه إلى تقليل تكلفة المنتجات والأسعار بعد عدة تأثيرات مباشرة وغير مباشرة.

وأكد أن نظام SWIFT يسهل التحويلات المالية الدولية بطريقة آمنة وسريعة، وهذا يمكّن الشركات السورية من استيراد المواد الخام والآلات اللازمة للإنتاج بكفاءة أعلى، ويسهل تصدير المنتجات للأسواق العالمية، حيث إنّ هذه الخطوة تقلّل الحاجة للوسائل غير الرسمية ذات التكلفة المرتفعة، وهو ما يحرّك عجلة الاقتصاد وينعش حركة التجارة والاستثمار المحلي والأجنبي.

وقال قزّاز: إنّ الرجوع إلى SWIFT يجذب المستثمرين الأجانب ويوفر بيئة استثمارية أكثر أماناً وشفافية، ويحفّز دخول الشركات الأجنبية والمغتربين وتوجيه رؤوس أموالهم عبر القنوات الرسمية، إضافةً إلى نقل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة وتدريب اليد العاملة. وتوقع الخبير المصرفي أن يؤدي ذلك إلى انتعاش حركة إعادة الإعمار من خلال تسهيل التمويل وتحويلات الأموال، ما يعزّز فرص العمل وينشط قطاع العقارات، وينهي حالة الجمود في ملف إعادة الإعمار.

بالنسبة لأثر عودة سوريا إلى نظام SWIFT على تكلفة المنتجات والأسعار، يرى قزّاز ان ذلك سيسهم في رفع العقبات أمام الاستيراد، وخفض التكاليف المصرفية عبر النظام يقّلل من تكاليف الحصول على المواد الخام والسلع المنتجة محلياً، وهو ما قد ينعكس بانخفاض في أسعار المنتجات على المستهلك.

كما أنه سيسهم في تخفيض الاعتماد على السوق السوداء للصرافة والطرق غير الرسمية مما يوفر استقراراً في أسعار الصرف ويقلّل الفوارق في تحويل العملات، ما ينعكس إيجاباً على تكاليف الإنتاج والتوزيع.

وقال قزّاز على الرغم من التحديات التي تواجه الاقتصاد السوري، فإنّ العودة لنظام SWIFT تساهم في تقليل النفقات المالية والتكاليف الإضافية التي كانت تثقل كاهل الشركات المستوردة والمصدرة. بالتالي، يمكن اعتبار عودة سوريا إلى نظام SWIFT حدثاً مفصلياً يعزّز قدرة قطاع الأعمال على العمل بفعالية أكبر، ويخفض تكلفة المنتجات، ومن المتوقع أن يدعم استقرار الأسعار مع تحسّن بيئة الأعمال والاستثمار.