سوريةسياسة

من يسيّر “حكومة الإنقاذ” تركيا أم “النصرة”

خلطت تركيا وحليفتها “جبهة النصرة” الإرهابية الأوراق في ادلب بتشكيل “حكومة الإنقاذ” لتدير شؤون المحافظة التي تسيطر على معظم مساحتها “النصرة” ومظلتها “هيئة تحرير الشام”، وأعلنت أسماء أعضاء الحكومة اليوم الخميس في مؤتمر عقد قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا (45 كيلو متر شمال ادلب).

وأكد متابعون للعملية لـ “الوطن أون لاين” أن مضي “النصرة” في تشكيل الحكومة بوصفها واجهتها المدنية لحكم المحافظة دليل على تفردها بالأمر بعد أن أطلقت عبر مجلس مدينة ادلب التابع لها مبادرة منتصف آب الماضي لتشكيل الحكومة دعت إليها مؤسسات المجتمع المدني كافة وكلفت محمد الشيخ رئيس جامعة ادلب “الحرة” ليترأسها.

وقال المتابعون أن لتركيا “ثلثي الخاطر” في تشكيل الحكومة بسبب رعايتها لمؤتمر تأسيسها في منطقة خاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة لها وعقدها تحالفاً لم تنكره مع “النصرة” التي حمت قوات الجيش التركي خلال انتشارها في نقاط المراقبة الخاصة بمنطقة “خفض التوتر” التي أقرتها مفاوضات “أستانا” في جولتها السادسة منتصف أيلول الفائت.

وأقر المجتمعون، وفق مصادر معارضة لـ “الوطن أون لاين”، وعبر اجتماعات شكلية مفتوحة ومغلقة مع “الهيئة التأسيسية”، برنامج عمل الحكومة وأسماء الوزراء الـ 11 المعروفة سلفاً وسيرهم الذاتية وشملت وزارات الداخلية والإدارة المحلية والاقتصاد والزراعة والعدل والأوقاف والتربية والتعليم العالي والصحة والإسكان والتعمير والشؤون الاجتماعية والمهجرين.

وقالت المصادر أن هناك استياء من حكومة “ائتلاف قوى المعارضة”، والتي مقرها اسطنبول، من تشكيل “حكومة الإنقاذ” كونها تنافسها على صلاحياتها وتتخذ من الداخل مقراً لإقامتها بعد رفض معظم الميليشيات المسلحة وفي مقدمتها “النصرة” الاعتراف بـ “المؤقتة” وتخفيض دعمها المالي وممارسة ضغوط عليها للدخول في العملية السلمية بدون شروط.

واستبقت حكومة “العدالة والتنمية” التركية قبل أيام من تشكيل “حكومة الإنقاذ” بإرضاء منافستها “المؤقتة” من خلال إسناد إدارة معبر “باب السلامة” في اعزاز إليها خلفاً لـ “الجبهة الشامية” والتلميح إلى أن معبر “باب الهوى” سيلقى المصير ذاته، وذلك لتحقيق دخل مادي لها يعينها على تجفيف منابع دعمها المادية.

وكانت “الهيئة التأسيسية”، التي انبثقت عما يسمى “المؤتمر السوري العام” في ادلب، أعلنت في 17 أيلول الماضي عن تأسيس حكومة لإدارة شؤون المحافظة في انتخابات جرت في إحدى قاعات “باب الهوى” وصوت 25 عضواً من اللجنة من أصل 36 عضواً على اختيار الشيخ رئيساً لها.

يذكر أن “تحرير الشام” سيطرت على محافظة ادلب في معارك مع عدوتها ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” الموالية لتركيا في النصف الثاني من تموز الماضي باستثناء جبل الزاوية والقسم الشمالي الغربي من سهل الغاب ولم تتخذ أنقرة حينها أي إجراء ضدها باستثناء إغلاق “باب الهوى” الذي افتتحته قبل أسبوعين كمكافأة لـ “النصرة” على تسهيل مهمة الجيش التركي في إقامة نقاط المراقبة والقواعد العسكرية التركية المرتقبة كما في جبل الشيخ بركات المطل على مدينة دارة عزة (40 كيلو متر غرب حلب).

إدلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock