منوعات

مَن يحتفلُ بمَن؟

أنحنُ بهذه «الوطن»؟ أم هي بنا نحنُ، أبناءَ الوطن؟ نحنُ لأنّها جديرة بالاحتفال، أم هي لأنها شاءت أن تصدح بما يعنينا كما يليق بالحقيقة من دون تجميل للقبيح أو تقبيح للجميل أو الإمساك بالعصا من منتصفها كما يدأب على ذلك الباحثون عن امتيازاتهم الخاصة، لا عن امتيازات الحقيقة.
تابعتُ هذه الصحيفة منذ عددها الأول، وعندما قطع الإرهاب الطريق إلى حلب كان موقعها على الشبكة طريقي إليها، ولاسيما الصفحة الثقافية فيها، التي استطاعت، منذ العدد الأول، الجهر بمفارقتها للمتواتر في الصحف المحلّية في هذا المجال، أي فيما يعني الثقافة بتجلياتها المختلفة.
وعلى الرغم من الأذى الذي ألحقه بي «كاتب» عتيد كانت هذه الصحيفة أجرت حواراً معه بعد مشاركتي في تحكيم أطروحة للدكتوراه عن نتاجه، فإنني لم أتوقف عن متابعتها، لأنني كنتُ، ولمّا أزل، أؤمن أن من واجب الإعلام استجماع أجزاء الصورة جميعاً في أي شأن. وإذا كانت الأيام أثبتت أنني كنت على حقّ، ولاسيّما ما يعني ذلك الكاتب العتيد الذي ما إن بدأ «الربيع العربيّ» عصفه بسورية حتى سقطت أقنعته جمأنحنُ بهذه «الوطن»؟ أم هي بنا نحنُ، أبناءَ الوطن؟ نحنُ لأنّها جديرة بالاحتفال، أم هي لأنها شاءت أن تصدح بما يعنينا كما يليق بالحقيقة من دون تجميل للقبيح أو تقبيح للجميل أو الإمساك بالعصا من منتصفها كما يدأب على ذلك الباحثون عن امتيازاتهم الخاصة، لا عن امتيازات الحقيقة.
تابعتُ هذه الصحيفة منذ عددها الأول، وعندما قطع الإرهاب الطريق إلى حلب كان موقعها على الشبكة طريقي إليها، ولاسيما الصفحة الثقافية فيها، التي استطاعت، منذ العدد الأول، الجهر بمفارقتها للمتواتر في الصحف المحلّية في هذا المجال، أي فيما يعني الثقافة بتجلياتها المختلفة.
وعلى الرغم من الأذى الذي ألحقه بي «كاتب» عتيد كانت هذه الصحيفة أجرت حواراً معه بعد مشاركتي في تحكيم أطروحة للدكتوراه عن نتاجه، فإنني لم أتوقف عن متابعتها، لأنني كنتُ، ولمّا أزل، أؤمن أن من واجب الإعلام استجماع أجزاء الصورة جميعاً في أي شأن. وإذا كانت الأيام أثبتت أنني كنت على حقّ، ولاسيّما ما يعني ذلك الكاتب العتيد الذي ما إن بدأ «الربيع العربيّ» عصفه بسورية حتى سقطت أقنعته جرميعاً، وأقنعة قطيعه، فإن «الوطن» ظلّت بالنسبة إليّ مصدراً من مصادر المعرفة فيما يعني المشهد الثقافيّ السوريّ وتحولاته ومغامراته. ولعلّي مدينٌ، بل أنا مدينٌ بحقّ، لهذه الصحيفة التي تفضّل غير محرّر من محرّري صفحتها الثقافية بإجراء غير حوار معي، وبالكتابة عن إصداراتي، ومن ثمّ متابعة مجمل ما يعني اتحاد الكتّاب العرب الذي تشرّفت بمسؤولية رئاسته لهذه الدورة من مسيرته التي بلغت، إلى الآن، سبعة وأربعين عاماً.
«الوطن» الصحيفة التي اختارت لنفسها شعار «عينٌ على الوطن» أثبتت منذ نشأتها أنها لسان حال الوطن بحقّ، فلم تثنها قوّة، مهما توهمت من الجبروت، عن قول ما يجب أن يُقال، ولم تذعن لإرادة، مهما تغوّلت في التورّم، عن الدفع بها إلى العراء، ولم ترتض لنفسها، مهما يكن من الثمن، غير الانحياز إلى الضوء مهما ادلّهم حولها من ظلمات التزييف والتزوير والتشويه للحقيقة. ولأنها طوال ما مضى من سنواتها العشر كانت كذلك، فقد كانت وطناً كما يليق باسمها، وطناً لمن لا يعنيهم من أمر الوطن سوى الوطن نفسه، ولمن لم يشأ أن يكون الوطن بالنسبة إليه فندقاً أو مصرفاً أو بطاقة هوية وجواز سفر. وطناً للسوريّ هويةً وهوى، والسوريّ انتماءً حقيقياً إلى سورية الحقّ والخير والجمال.
أبارك لـ«الوطن» الذكرى العاشرة لميلادها، باسمي مشتغلاً بالثقافة وبصفتي رئيساً لاتحاد الكتّاب العرب الذي كان لهذه الصحيفة دورها المميز في أن يكون مؤسسة ثقافية لا حصانة لأحد من المؤتمنين عليها سوى إخلاصه لها ودفاعه عنها ووفائه للحقيقة وعمله من خلالها بوصفها مؤسسة لا امتياز فيها إلا امتياز الإبداع، والثقافة، والفنّ، وقبل ذلك وأبداً امتياز الوطن.
وبعد، فإن احتفالنا بـ«الوطن» احتفال بالوطن كما يليق بعشّاقه، والمؤمنين به، والموفين بالعهود والوعود، ومَن كانوا مِن الصادقين.يعاً، وأقنعة قطيعه، فإن «الوطن» ظلّت بالنسبة إليّ مصدراً من مصادر المعرفة فيما يعني المشهد الثقافيّ السوريّ وتحولاته ومغامراته. ولعلّي مدينٌ، بل أنا مدينٌ بحقّ، لهذه الصحيفة التي تفضّل غير محرّر من محرّري صفحتها الثقافية بإجراء غير حوار معي، وبالكتابة عن إصداراتي، ومن ثمّ متابعة مجمل ما يعني اتحاد الكتّاب العرب الذي تشرّفت بمسؤولية رئاسته لهذه الدورة من مسيرته التي بلغت، إلى الآن، سبعة وأربعين عاماً.
«الوطن» الصحيفة التي اختارت لنفسها شعار «عينٌ على الوطن» أثبتت منذ نشأتها أنها لسان حال الوطن بحقّ، فلم تثنها قوّة، مهما توهمت من الجبروت، عن قول ما يجب أن يُقال، ولم تذعن لإرادة، مهما تغوّلت في التورّم، عن الدفع بها إلى العراء، ولم ترتض لنفسها، مهما يكن من الثمن، غير الانحياز إلى الضوء مهما ادلّهم حولها من ظلمات التزييف والتزوير والتشويه للحقيقة. ولأنها طوال ما مضى من سنواتها العشر كانت كذلك، فقد كانت وطناً كما يليق باسمها، وطناً لمن لا يعنيهم من أمر الوطن سوى الوطن نفسه، ولمن لم يشأ أن يكون الوطن بالنسبة إليه فندقاً أو مصرفاً أو بطاقة هوية وجواز سفر. وطناً للسوريّ هويةً وهوى، والسوريّ انتماءً حقيقياً إلى سورية الحقّ والخير والجمال.
أبارك لـ«الوطن» الذكرى العاشرة لميلادها، باسمي مشتغلاً بالثقافة وبصفتي رئيساً لاتحاد الكتّاب العرب الذي كان لهذه الصحيفة دورها المميز في أن يكون مؤسسة ثقافية لا حصانة لأحد من المؤتمنين عليها سوى إخلاصه لها ودفاعه عنها ووفائه للحقيقة وعمله من خلالها بوصفها مؤسسة لا امتياز فيها إلا امتياز الإبداع، والثقافة، والفنّ، وقبل ذلك وأبداً امتياز الوطن.
وبعد، فإن احتفالنا بـ«الوطن» احتفال بالوطن كما يليق بعشّاقه، والمؤمنين به، والموفين بالعهود والوعود، ومَن كانوا مِن الصادقين.

د.نضال الصالح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock