العناوين الرئيسيةمحلي

ندوة تكريمية في دير الزور إحياءً لذكرى الأديب الشهيد محمد رشيد الرويلي

نظّم فرع اتحاد الكتّاب العرب في دير الزور، ندوة تكريمية استحضرت السيرة الإنسانية والأدبية للأديب السوري الشهيد محمد رشيد الرويلي، الذي يُعد أحد أبرز روّاد الأدب والتوثيق في منطقة الفرات، وأيقونة من أيقونات المقاومة الثقافية في سوريا.

استُهلّت الندوة بكلمة النادي الثقافي الشبابي، التي شدّدت على أن الرويلي لم يكن مجرد أديب، بل كان حارساً للذاكرة جمع بين الإبداع السردي والبحث التوثيقي، وحوّل مأساة اغتياله إلى رمز لصمود الكلمة الحرة.

ثم ألقى الشاعر عبد الناصر حداد قصيدة رثائية بعنوان “الفرات الممزق”، معيداً إلى الأذهان أعماله الأدبية مثل “هدباء” و”الخلوج” و”سورين”، كما قدّم كلمة مختصرة استعرضت المحطات الرئيسة في حياة الرويلي، تناولت مولده ونشأته، وتأثره بالبيئة البدوية والريفية، ومسيرته التعليمية والمهنية كمدرّس وموجه للغة العربية، ثم كرئيس لفرع اتحاد الكتاب العرب في دير الزور.

كما استعرض إنتاجه الغزير الذي جمع بين القصة القصيرة والرواية والموسوعات التوثيقية، ودوره الرائد في توثيق تراث الفرات عبر مؤلفات مثل موسوعة الحركة الثقافية في دير الزور وببلوغرافيا أدباء الفرات.

ثم قدّم ناظم علوش محاضرة موسعة تحت عنوان “محمد رشيد الرويلي موسوعة الفرات الحيّة بين القلم والذاكرة”، سلّط فيها الضوء على الجمع الفريد في شخصية الرويلي بين الأديب المبدع والمؤرخ الموسوعي، وتضمنت تحليلاً لأبرز أعماله السردية مثل “ليل الظهرية” و”سورين”، والتأكيد على أن الرويلي كان مثقفاً عضوياً متجذراً في تربته، حوّل حياته إلى جسر بين الماضي والحاضر.

واختتمت الندوة بتقديم درع وفاء وتقدير من أسرة اتحاد الكتّاب العرب إلى أسرة الشهيد الرويلي، كرمز لالتزام الاتحاد بإبقاء ذكراه حية في قلوب زملائه الأدباء، وتأكيداً على أن إرثه الأدبي والتوثيقي سيظل منارة للأجيال القادمة.

يُشار إلى أن الراحل وُلد في دير الزور عام 1947، ونشأ وترعرع في قرية “معدان” التابعة لمدينة الرقة، وفيها بدأ تعليمه الابتدائي، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية الفنية البيطرية قدّم الثانوية الأدبية بدراسة حرّة، ثم نال إجازة في اللغة العربية من جامعة بيروت في لبنان، وعمل في مجال التدريس قبل أن يسافر إلى اليمن، حيث عمل هناك كموجه اختصاصي للغة العربية لمدة أربع سنوات، وعاد إلى سوريا عام 1990، فعمل موجهاً للغة في مديرية التربية بدير الزور حتى عام 1993، ليُعيّن رئيساً لفرع اتحاد الكتّاب العرب في المدينة ذاتها، مستمراً حتى عام 2005.

صدر له ما بين قصص وروايات وأبحاث العديد من الكتب، حيث أصدر أولى مجموعاته القصصية “الرباط الواهي” عام 1982 و”هدباء” عام 1984، وبسبب ولعه بالشعر أصبحت قصصه ممزوجة بأجواء شعرية وخاصة في مجموعتيه “ليل الظهيرة”، و”المعادة”، ومن مجموعاته القصصية نذكر أيضاً “الطريق إلى الحلوى”، وجاءت أولى رواياته بعنوان “الخلوج”، وهي رواية بدوية يصوّر من خلالها مجتمع البادية الذي خبره وعرفه من خلال مكوثه لأشهر عدة اطلع فيها على عاداته وتقاليده وقيمه، وما يدور فيه من أحداث تغاير ما يدور في الريف والمدينة، ومن ثم رواية “سورين”، التي تروي قصة المعاناة الحقيقية والألم الإنساني في حقبة عاشها أبناء الفرات منذ سوقيات عام 1915، وانتهاء بجلاء الاستعمار الفرنسي عن سوريا عام 1946.

كتب دراسة تحت عنوان “الرواية التاريخية”، وفي مجال التراث والتاريخ شارك بعض الكتاب في سرد الحركة الثقافية في دير الزور. وألّف فيما بعد موسوعة من ثلاثة أجزاء تضمّن الأول تاريخ دير الزور عبر بوابات الحصون والقلاع، وأبرز المفكرين والكتاب الفراتيين القدامى مثل “لوقيانوس، السيمسياطي” والشاعر العشاري المتوفى قبل قرنين ونصف القرن، كما دوّن عن القبائل العربية التي استوطنت المحافظة منذ القديم وأثرت لهجاتها في ثقافة المنطقة، وأنجز كتاباً عن الحركة الثقافية في المحافظة خلال القرن العشرين.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock