ندوة ثقافية توعوية عن ظاهرة الزلازل وكيفية التعامل معها في ثقافي الحسكة

بمناسبة يوم الجيولوجي السوري أقامت الجمعية السورية لعلوم البترول بالتعاون مع نقابة المهندسين ومديرية الثقافة بالحسكة ندوة ثقافية توعوية حول الزلازل في قاعة محاضرات المركز الثقافي العربي بالحسكة.
تناول مدير الندوة فيها عبد الرحمن السيد مدير ثقافة الحسكة، التعريف بالزلازل في إطار المفهوم العام لها، كظاهرة طبيعية وأثرها على البشر والمجتمع، وما ينتج عنها من أضرار بشرية وتخريب ودمار في الممتلكات العامة والخاصة، وعن الدور التوعوي والتثقيفي الذي من المفترض أن يلعبه المجتمع الأهلي والمحلي في نشر الثقافة العلمية المطلوبة للتعامل مع هذه الظاهرة وفق الأسس المنهجية التي تقوم على التحليل والاستنتاج واستنباط الحلول الممكنة بالصيغ والأساليب العلمية للحد من خطورتها وأضرارها التي من الممكن أن تنعكس سلباً بشكل كبير ومؤسف على المجتمع.
وأوضح الجيولوجي حسين الوكاع رئيس مجلس إدارة الجمعية وعضو المجلس الأعلى لاتحاد الجيولوجيين العرب، شرح أبعاد الحدث الزلزالي الذي أصبح حديث الساعة اليوم في البلاد، في ضوء النتائج الكارثية التي ألحقها وخلّفها الزلزال الأخير الذي ضرب أجزاءً واسعة من البلاد في السادس من شهر شباط الماضي وألحق أضراراً جسيمة في عدد من المحافظات السورية، مبيناً أن الهدف الأساسي من الندوة يأتي في سياق الدعوة إلى تأهيل وخلق ضمانات حقيقية في المجتمع من خلال وضع الصورة العلمية الصحيحة لماهية ظاهرة الزلازل وتداعياتها بين يدي الجمهور ووضع حد للغط والتهويل وأساليب المبالغة في الترهيب والتخويف التي كان لها أثر سلبي في معالجة الخطأ والخلل الذي أصاب المجتمع.
وبيّن الوكاع أبعاد الآثار السلبية للحالة العشوائية غير المبنية على الأسس العلمية والصحيحة، التي تركها الحديث العام وخلّفتها منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى بعض وسائل الإعلام التي كان لها دور سلبي وتحريضي هدّام في إثارة الخوف والبلبلة في المجتمع، منوهاً إلى ضرورة الحد من تمدّدها وانتشارها من خلال شرح هذه الظاهرة بالطرق العلمية الصحيحة بالشكل الإيجابي، داعياً الجهات المعنية والوصائية الاهتمام بعلم الجيولوجيا الذي هو في الأساس علم الأرض وبالجيولوجيين الذي أصبح اليوم لهم دور رئيس ومهم في حياة الوطن والمواطن، من خلال إحداث نقابة مهنية ترعى شؤونهم وتهتم بهذا العلم، بغية التعامل احترازياً مع الأخطار والكوارث الطبيعية التي تنجم عن الظواهر التي قد تحدث لاحقاً، ولخلق الضمانات الاحتياطية المنوطة بعمل نقابة الجيولوجيين التي لم تر النور بعد في البلاد؟
فيما أشار المتحدّث باسم نقابة المهندسين المهندس الاستشاري غربي العيسى، إلى خطر الزلازل وكيفية درء خطرها من خلال تحصين المباني “قيد الإنشاء” هندسياً، التي تعتمد على لغة الأرقام والمعادلات العلمية، بغية إيصال فكرتها إلى المجتمع، والعمل على ربطها بالاحتياجات الاحتياطية والاحترازية اللازمة لها لتفادي خطر الزلازل وتقوية المباني ودعمها بمواد البناء الصحيحة والحصويات النظيفة والمعادن السليمة، مؤكداً ضرورة وجود الإشراف الهندسي ومتابعته للبناء قيد الإنشاء خطوة بخطوة في عمليات التنفيذ والدراسات والإشراف، وعدم الابتعاد وتجنب العمل الهندسي الذي هو أساس البناء السليم والصحيح.
الوطن أون لاين – دحام السلطان