نور شيشكلي لـ”الوطن”: اليوم أتنفس حرية وقد نجوت
أبدت السيناريست السوريّة نور شيشكلي تفاؤلها بالمرحلة المقبلة التي تعيشها سوريا، بعد تحريرها من النظام البائد أولاً ورفع العقوبات عن الشعب السوري ثانياً.
وأكدت في تصريحها لـ”الوطن” أن الشعب السوري أضناه ديكتاتور مجرم لعقود من الزمن، لذلك فإن لملمة الشتات ليست بالأمر السهل، والنهوض بكل شيء أمر يحتاج الى وعي ووقت وثبات.
وكشفت أن النظام الأسدي لاحقها أمنياً، فاضطرت لنقل إقامتها إلى لبنان ثم الإمارات، وقالت: “تغرّبت وهاجرت ليس بحثاً عن وطن، إنما عن ملاذ آمن لعائلتي وابنتي وورقي”.
وأضافت: “أمام ما شهدناه من مآس وظلم ومعاناة من سجون ومعتقلات تحت كل شبر من أرض سوريا، لم تعد معاناتي شيئاً يذكر، بل أخجل أن أقول إنني عشتُ معاناة أمام ما نراه ونسمعه يومياً من أمهات الشهداء ومن المعتقلينالأحرار، وكل من عانى من ظلم السفاح الذي حكمنا وأبوه لسنوات طويلة، لكنني اليوم أتنفس حرية وقد نجوت”.
فنياً، أبدت شيشكلي أملها بألا يكون الموسم الدرامي المقبل عبارة عن سيل من الأعمال التي تناقش حرب الاستنزاف السوريّة والثورة العظيمة، ولا هي أعمال تنفذ على عجل في محاولة للركوب على “التريند” واستغلال الحدث، أو أن نبدأ بمنطق “الجلقة ” بتقديم مشروعات أكبر مننا بكثير.
وقالت: “فاتورة الدم التي دُفعت كانت باهظة للغاية، وستبقى كل قطرة دم أمانة في عنق أي كاتب يقرر أن يحوّل الثورة السوريّة التي خلّدها التاريخ إلى عمل تلفزيوني”.
وفي سؤال لـ”الوطن” حول قرب الدراما السوريّة من الواقع، أجابت شيشكلي: “لا يمكن فصل الدراما عن الواقع، وإلا فلنقدّم فنتازيا تاريخية أو أعمالاً خيالية، أو لنكتب مسلسلات عن فضاء متخيل وأكوان موازية أو مخلوقات فضائية، فالدراما ملتصقة بالواقع، وأحد شروطها الأساسية أن يشعر المشاهد بمدى قرب الشخصيات منه، وأن يشعر على الأقل بوجود شخصية واحدة في العمل تشبهه أو تشبه أحداً يعرفه من عائلته أو أصدقائه وربما أحد جيرانه”.
ورأت أن الدراما لا تحمل دوراً في تشكيل وعي المجتمع فقط، بل تسبق الشارع أحياناً وتضيء على المساحات المظلمة وتنشر وعياً وثقافة، وتحرّض على الأسئلة وعلى البحث عن إجابات، وقد تنقذ ضحية وتلامس حياة الناس عن قرب.
وختمت: “نحن اليوم أمام مرحلة نحتاج فيها إلى كتّاب مثقفين بعيدين تماماً عن الأجندات الخاصة ودسّ السم في العسل أو الزج بالنفَس الطائفي”.
وائل العدس
