العلاقات السورية الصينية

وانغ يي خلال لقائه الرئيس الإيراني: حان الوقت للعمل معاً واستكشاف طرق فعالة للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة

أكد مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران صمدت أمام اختبار تقلبات الأوضاع الدولية، وإرادة الصين لتطوير العلاقات الصينية الإيرانية لن تتغير مهما كانت تغيرات الأوضاع في العالم.
وخلال اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارته لطهران، نقل وانغ يي التحيات الرقيقة والتمنيات الطيبة بمناسبة عيد النيروز من الرئيس الصيني شيجينبينغ إلى الرئيس روحاني، وأعرب عن الشكر للجانب الإيراني على حرارة الاستقبال وكرم الضيافة للجانب الصيني خلال فترة عيد النيروز “رأس السنة الإيرانية”، وقال: “يصادف هذا العام الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهذا سيضع برنامج التعاون الشامل الذي وقعه الجانبان اليوم تخطيطاً شاملاً لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما، لا يخدم مصلحة الشعبين فحسب، بل سيقدم أيضاً مساهمة صينية إيرانية في صيانة السلام على الصعيدين الإقليمي والعالمي”.
وشدد وانغ يي على أن الصين تدعم بثبات جهود إيران في صيانة سيادتها الوطنية وكرامة الأمة، وحقها في اختيار الطريق التنموي، وهي كانت ولا تزال وستظل ترفض العقوبات الأحادية غير الشرعية التي تفرضها الأطراف الخارجية على إيران، لأنها، تنتهك القانون الدولي، وخاصة أن العقوبات المبنية على الأكاذيب والمعلومات المزيفة تشكل استفزازاً للضمير الإنساني، وتخالف الأخلاق ولا تحظى بدعم شعوب العالم.
وأكد وانغ يي أن الصين على استعداد للعمل مع إيران والشعوب الأخرى على رفض تصرفات سياسة القوة والتنمر، وعلى صيانة العدالة والإنصاف الدوليين والدفاع عن القواعد الأساسية للعلاقات الدولية.
وأشار وانغ يي إلى أنه حان الوقت للمراجعة الجدية في العواقب الوخيمة المترتبة على التدخل الخارجي على الوضع الإقليمي، وحان الوقت للعمل معاً على استكشاف طرق فعالة للحفاظ على الأمن والاستقرار الدائمين في المنطقة، وأكد أن المبادرة الصينية ذات النقاط الخمس بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط جوهرها دعوة دول المنطقة إلى الالتزام بموقف الأسياد وتكريس روح الاستقلال للتخلص من تشويش التجاذبات الجيوسياسية، سعياً إلى إيجاد طرق تنموية تناسب الظروف الوطنية لدول المنطقة وإقامة إطار أمني يتماشى مع مصلحتها، مشدداً على أن الصين على استعداد لبذل جهود مشتركة مع دول المنطقة في هذا الصدد.
من جانبه، طلب روحاني من وانغ يي نقل تحياته الصادقة وتمنياته الطيبة إلى الرئيس شيجينبينغ. وقال روحاني: إن “جميع أوساط إيران تنظر إلى الصين كأهم شريك للتعاون”، لافتاً إلى أن الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس شيجينبينغ لإيران في عام 2016 دفعت التطور الملحوظ للعلاقات الإيرانية الصينية. وبرنامج التعاون الشامل سيوضح خريطة الطريق للتعاون الثنائي بينهما بشكل أكثر وضوحاً، معبراً عن أمل بلاده في تعزيز التعاون مع الصين في مكافحة جائحة “كورنا”، وتعميق التعاون المتبادل المنفعة في المجالات كافة، ودفع التعاون في مكافحة الإرهاب.
وبين روحاني أن إيران والصين تحملان مواقف متطابقة أو متشابهة من القضايا الإقليمية والدولية، ويدعو الجانب الإيراني إلى حل المسائل عبر الحوار، ويأمل في زيادة تعزيز التعاون مع الصين في صيانة أمن المنطقة.
وأكد روحاني أن الاتفاق الشامل بشأن الملف النووي الإيراني هو اتفاق متعدد الأطراف، فلا يجوز أن ترتبط عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق بأي شرط مسبق، وعلى الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات أولاً.
تقدر إيران دور الصين المهم في الحفاظ على الاتفاق الشامل، حرصاً على تعزيز التواصل والتنسيق مع الصين.
من جانبه أكد وانغ يي أن الاتفاق الشامل بشأن الملف النووي الإيراني جاء نتيجة مهمة للجهود الدبلوماسية المتعددة الأطراف الشاقة، ويشكل انسحاب الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق الشامل سابقة سيئة لعدم الالتزام بالاتفاقيات الدولية، وقوبل بإدانة دولية بالإجماع.
ورحّب وانغ يي بنيّة الإدارة الأميركية الجديدة في العودة إلى الاتفاق النووي معتبراً أن صيانة الاتفاق بذاتها صيانة تعددية الأطراف، وصيانة مصداقية مجلس الأمن للأمم المتحدة، معبراً أن الاتفاق ليس باباً دواراً يمكن الدخول والخروج منه كما يشاء، ويجب على الولايات المتحدة مراجعة الأضرار والخسائر التي ألحقها انسحابها من الاتفاق الشامل بالسلام الإقليمي والاستقرار الدولي والدول المعنية.
وجدد وزير الخارجي الصيني دعوة بلاده لرفع العقوبات الأحادية الجانب عن إيران في أسرع وقت ممكن، ورفع إجراءات الاختصاص الطويل الذراع في حق الصين والدول الأخرى.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock