محلي

42 مليار ل.س ديون فلاحي الحسكة

لم يستبشر فلاحو الحسكة للموسم الزراعي المقبل خيراً إلى الآن! وهم الذين كانوا يعوّلون كثيراً في طلب الحصول على تحقيق معياري العدالة والإنصاف نحوهم، ويمنّون النفس في أن تكون الحلول الجذرية المركزية في طريقها إليهم مسرعة قبل البدء بموعد الحرث والبذار اللذين آن أوانهما، في وضع حد لموضوع الديون المترتبة بذمتهم تجاه المصارف الزراعية التي وصل رقمها إلى 42 مليار ليرة سورية، 12 ملياراً منها على القطاع التعاوني وباقي المبالغ عليهم، وبالتالي فإن التأجيل أو تبييض الصفحة لم يشمل إلا أحلام أولئك الفلاحين المغلوب على أمرهم فقط، ولم يتجرأ حتى مجرّد التفكير بموضوع الديون في ظل هذه السنوات التي أرخت بظلالها على الزراعة وما يرافقها من احتياجات كالبذور والأسمدة وغياب التيار الكهربائي عن المشاريع الزراعية وفقدان الظروف الأمنية الملائمة والهجرة القسرية لليد العاملة من الأرياف وسوى ذلك من ظروف قاهرة ومنغّصات أخرى، وبالتالي فإن كل تلك النداءات والاستجداءات والمذكّرات الخطية وغير الخطية التي طارت من المسؤولين وأهل الشأن وأصحاب الكلمة من المختصين وغير المختصين في الحسكة باتجاه أهل الحل والربط (فوق) لم تكن سوى صيحة في واد!
وخلال الأيام القليلة الماضية استبشر فلاحو الحسكة خيراً بعد قدوم اللجنة المصرفية المركزية مؤخراً التي زارت المصارف في سياق عملها الاعتيادي للاطلاع على واقع الفروع التي تعمل ضمن نطاق عملها وخارج نطاق عملها، والتي تألفت من معاون مدير عام المصارف الزراعية ومدير الحسابات والمدير المالي والمدير الإداري في الإدارة العامة، وكان الغرض من الزيارة أو هامش الغرض إن صح التعبير دراسة موضوع تمويل الفلاحين من دون قيد أو شرط بغض النظر عن المديونية، وذلك لأجل ربط الفلاح بأرضه وبظروف تناسب ظروفه لكونه غير قادر على الاستمرار مع الفلاحة والزراعة بتمويل ذاتي.
علماً أن مدير المصرف الزراعي بالحسكة خضر الحسو، قد بيّن أنه لا جديد في موضوع تمويل الفلاحين بخلاف التعاميم والتعليمات السابقة، وأن التمويل محصور ببذار القمح فقط بنوعيه القاسي والطري لعدم توافر الأسمدة الكيماوية، ويشمل التمويل المتعامل مع المصرف البريء الذمة الملتزم بما نصّ عليهما القانونان رقم /5/ ورقم /11/، بعد دفع مبلغ حسن النية بنسبة 5 % من مجموع حجم الدين، مشيراً إلى أن المصرف الزراعي على مستوى المحافظة كان قد صرف نحو 38 مليار ليرة سورية عن الموسم الزراعي الشتوي السابق، وهذا الرقم المالي أعلى من رقم مال الموسم الزراعي الشتوي ما قبل السابق الذي وصل إلى 20 مليار ليرة سورية، مؤكداً أن نسبة استيفاء أو تحصيل الديون ضعيفة جداً ولم تصل الـ10 % من حجم الديون المترتّبة على الفلاحين.
وأشار الحسو إلى أن أمور وإجراءات التمويل جاهزة لدى المصرف منذ بداية موعدها المقرر في الأول من شهر آب الماضي وستستمر حتى نهاية شهر شباط القادم، علماً أنه ولتاريخه لم يراجع المصرف أي متعامل بالنسبة للتمويل، مبيناً أن المصرف ينتظر التراخيص النظامية التي ستأتيه من مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي المشروطة ببراءة الذمة، وقد رصد نحو 130 ألف طن بذار قمح بنوعيه القاسي والطري للتمويل حسب تقديرات مديرية الزراعة الأولية قياساً بالمواسم الزراعية السابقة في حال تم تمويل جميع الفلاحين بغض النظر عن المديونية.
يُشار إلى أن عدد فروع المصارف الزراعية بالحسكة 17 مصرفاً، يعمل 10 منها ضمن نطاق عملها والباقي خارج نطاق العمل الجغرافي للمصرف نتيجة للظروف الأمنية.

دحام السلطان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock