44114 أسرة عادت من المخيمات لأرياف حماة

تعاني الأسر التي هجّرها النظام البائد والعائدة من مخيمات النزوح في الشمال السوري إلى قراها بأرياف حماة، من انعدام أبسط شروط الحياة التي من شأن توافرها تمكينها من الثبات في قراها والاستقرار فيها رغم التحديات الكثيرة التي تواجهها، في ظل شح الإمكانات المتاحة والموارد الزراعية المفقودة.
وبيَّنت أسر كثيرة عادت لريفي حماة الشمالي والغربي منذ نحو خمسة أشهر لـ « الوطن»، أنها تعاني من تراكم الردميات والأنقاض في قراها، وتخشى من مخلفات الحرب على أطفالها.
وأوضحت أن دعم المنظمات الدولية يقتصر على توزيع سلال غذائية ومعونات إغاثية كأوانٍ مطبخية وفرشات إسفنجية وحرامات ومنظفات وغير ذلك، فيما الحاجة ماسة لترميم المنازل المدمرة، ولإعادة تأهيل البنية التحتية، وصيانة المدارس، وتوفير مصادر مولدة للدخل، كي تتمكن من العيش الحر الكريم.
ومن جانبه، ورداً على أسئلة «الوطن»، بيَّن مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحماة أحمد الحاج يحيى، أنه منذ سقوط النظام البائد عادت 44114 أسرة من مخيمات النزوح إلى قراها بأرياف حماة، وبمجموع إجمالي لعدد أفرادها 220570 فرداً.
وذكر أن أبرز التحديات التي تواجه تلك الأسر، هو دمار في البنى التحتية، وصعوبة تأمين المستلزمات الأساسية للحياة ( المياه – الكهرباء – الخدمات الصحية – المدارس…)، وانعدام الأمن الغذائي بسبب عدم وجود مصادر للدخل، وحالة الفقر الشديدة التي يعاني منها أغلب العائدين، بالإضافة لموجة الجفاف التي تعرضت لها البلاد هذا العام، وهو ما أدى إلى خسارة كبيرة للمحاصيل الزراعية.
وأوضح أن الخدمات التي تقدم للعائدين لا تزال خجولة، كون بعض القرى تفتقر لأبسط مقومات الحياة كالماء، بالإضافة لوجود الأنقاض والخوف من مخلفات الحرب.
ولفت الحاج يحيى إلى أن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل تسعى إلى تأمين مشاريع زراعية، وأخرى مهنية لتأمين فرص عمل للعائلات العائدة وتمكين استقرارها.
وفيما يتعلق بالتعاون مع المنظمات الدولية، أشار إلى أنه يتم العمل معها لتأمين مشاريع مستدامة، ومشاريع سبل عيش لتساعد العائلات بتوفير معيشتها بمفردها.
وأكد أن ثمَّة خطة عمل تسعى الحكومة إلى تنفيذها بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأمين الخدمات الأساسية للعائلات العائدة وخاصة في المناطق المدمرة نتيجة الحرب، كون تلك العائلات العائدة لا تزال بحاجة ماسة للمساعدة، سواء في تأمين مدارس ونقاط طبية أو المساهمة في تأمين مشاريع إعادة إعمار للقرى المدمرة.
حماة ـ محمد أحمد خبازي