اقتصاد

اهتمام حكومي “متميز” بالزيتون السوري

واقع محصول الزيتون وآفاق تطويره، بدءاً من زراعته وصولاً إلى تسويقه وتصديره كان محور اجتماع نوعي ترأسه رئيس مجلس الوزراء عماد خميس ناقش فيه مع المعنيين في قطاع الزراعة العديد من القضايا التي تؤكد

اهتمام الفريق الحكومي بقطاع الزراعة وتعزيز السياسة الاقتصادية لدعم المنتج المحلي ووضع هذا القطاع على السكة الصحيحة.
رئيس مجلس الوزراء أكد خلال الاجتماع أن الدعم مستمر من الحكومة لتطوير التقدم التقني لزراعة الزيتون ومن حيث التسويق والتصنيع مؤكداً أنه لدينا فرصة كبيرة للاستفادة من قطاع الزيتون كي يكون داعماً في تحقيق الأمن الغذائي والاقتصادي، وخاصة في ظل اعتمادنا سياسة الاكتفاء الذاتي، واللجوء إلى أدوات مختلفة فرضتها الظروف الحالية، لذلك لابد من تعزيز الخطوات الإيجابية التي بدأنا بها منذ عشرات السنين تجاه دعم محصول الزيتون، ونحن كحكومة جاهزون للدعم مادياً وتشريعياً في سبيل إعادة تنظيم هذا القطاع وفقا لخارطة بيئية وجدول زمني وصولا زراعة الزيتون في كل متر مربع مناسب، وأن الطلب على زيت الزيتون السوري يحملنا الكثير من المسؤولية.
وشدد على ضرورة تصويب مختلف جوانب إنتاجه والحفاظ على الأصناف الموجودة إلى عملية التسويق بعيداً عن الاحتكار وصولاً إلى مرحلة التعليب والتقيد بالمواصفات التصديرية والنفاذ إلى الأسواق الخارجية.
ووجه خميس بتقديم قرض للمؤسسة السورية للتجارة لتسويق المنتج المحلي من زيت الزيتون في منافذ البيع التابعة لها وتوفيره للمستهلكين بالسعر المناسب حتى لا نبقى تحت رحمة التجار، وتكليف وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تشديد الرقابة على المعاصر لضبط حالات الغش في نوعية الزيت المنتج، والتأكد من مراعاته السياسة الوطنية للجودة، كما تقرر تشكيل مجموعة عمل من المختصين في وزارة الزراعة والصناعة والتجارة الداخلية لوضع دليل مؤشرات جودة لتحسين كفاءة عمل المعاصر وزيادة طاقتها الإنتاجية وإعطاء أصحاب المعاصر القائمة مهلة سنتين للمواءمة مع هذه المؤشرات للحصول على منتج عالي الجودة.
وخلال الاجتماع كلف رئيس مجلس الوزراء المعنيين في القطاع الزراعي ضرورة إعداد مشروع قانون خاص بنظام الحوافز للعمال في المشاتل الخاصة بإنتاج جميع أنواع الغراس، وربط قيمة الحوافز بكمية الإنتاج.
وتم تعديل المصفوفة التنفيذية للإستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع إنتاج زيت الزيتون في المرحلة القادمة بما يدعم الاستمرار في تحقيق معدلات عالية من الإنتاج ورفع قدراته التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية وتوفير طاقات تصنيعية كافية وتطوير الخدمات التسويقية الداعمة لهذا القطاع.
وزير الزراعة أحمد القادري أشار إلى أن هيئة البحوث العلمية تعمل حالياً على موضوع «الخريطة البيئية»، مترافقة مع جدول زمني لتنفيذها، والتي ستساعد على تنظيم زراعة محصول الزيتون عبر تحديد الأراضي الملائمة لزراعته، ونوعية الأصناف وجودتها، وتكاليف كل صنف ونسبة زراعتها، وإعادة تأهيل المشاتل التي تضررت بفعل الحرب، وصولا إلى وضع تصور كامل عن وضع هذا القطاع قبل الأزمة وبعدها، كي يتم تحديد المطلوب من الدعم».
بدوره أكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل أن أكثر مكونات الصادرات السورية هي من زيت الزيتون وسورية تصدر سنوياً ما يقرب من 30 ألف طن من زيت الزيتون عبر 150 مصدراً والحكومة تدعم تصديره بـ9 بالمئة.
من جانبه بيّن رئيس مجلس الزيتون سامي الخطيب أنه لا بد من تنظيم قطاع الزيتون نظرا للفوضى التي تعمه، مؤكداً أن هناك فساداً وأشخاصاً مستفيدين من بقاء الفوضى والخلل، مشيراً إلى أنه لا أحد قادر على احتكار زيت الزيتون حتى الدولة ذاتها غير قادرة على ذلك.
بدوره تقدم مدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة محمد حابو برؤية حول واقع وآفاق تطوير قطاع الزيتون في سورية وضرورة معالجة الصعوبات التي تعترض عمل زراعة الزيتون، إذ قامت وزارة الزراعة بوضع الإستراتيجية الوطنية والمصفوفة التنفيذية لتطوير واقع إنتاج وتصنيع وتسويق منتجات الزيت والزيتون، ولتحسين جودة هذا المنتج ونشر الوعي بأهمية الالتزام بالممارسات الزراعية والتصنيعية في زيادة القيمة المضافة بهدف زيادة قدرته التنافسية، والتأكيد على تحسين الخدمات الزراعية وتخفيض تكاليف الإنتاج والحد من التوسع العشوائي بزراعة الزيتون، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنفيذ القرار الذي يمنع زراعة الأشجار المثمرة في الأراضي السهلية القابلة لزراعة المحاصيل الحقلية، وتحسين الخدمات الزراعية والاستمرار بتحديث معاصر الزيتون وزيادة طاقاتها الإنتاجية بهدف الحصول على زيت زيتون عالي الجودة، وأكدت الوزارة ضرورة تخفيض الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على استيراد معاصر الزيتون ومعامل الفلترة والتعبئة وغيرها.

حرية الإعلام مصانة
حاول سامي الخطيب الإشارة إلى أن ماورد في جريدة «الوطن» حول زيت الزيتون لم يكن دقيقاً إلا أن رئيس الحكومة كان حازماً في الرد عليه بأن حرية الإعلام مصانة وما يقدمه الإعلام يجب أن نستفيد منه لا أن نتجاهله ونتهمه اتهامات ليست بمكانها.

هناء غانم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock