سورية

“النصرة” تخفف الضغط على “داعش” لوقف تقدم الجيش نحو الرقة

أجمع العديد من الخبراء العسكريين من الذين تحدثت إليهم “الوطن أون لاين” أن إشعال جبهات جوبر في دمشق وريف حماة الشمالي ما هو إلا محاولة من “جبهة النصرة” (جبهة فتح الشام) التي تتولى قيادة (هيئة تحرير الشام) لتخفيف الضغط عن حليفها تنظيم “داعش” في ريف حلب الشرقي والذي يعاني خطر الاندحار نهائياً من ريف حلب الشمالي الشرقي لصالح الجيش العربي السوري الذي يسعى للوصول إلى ريف الرقة وقتال التنظيم في عاصمة خلافته.

وقال الخبراء أن التقدم السريع للجيش السوري في ريف حلب الشمالي الشرقي أوشك أن يؤتي ثماره بالسيطرة على “دير حافر” آخر معقل رئيسي لـ “داعش” فيه، ما يعني فتح أوتستراد حلب الرقة على مصراعيه أمام زحف الجيش نحو مسكنة ثم مدينة الطبقة (الثورة) التي تحوي سد الفرات داخل الحدود الإدارية للرقة والتي تبعد نحو 90 كيلو متر عن الرقة المدينة حيث تتضارب الأنباء حول موعد بدء “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) لمعركة تحريرها بدعم وتوجيه من واشنطن.

وأكد الخبراء أن الداعمين الإقليميين والدوليين لـ “داعش” وجهوا ربيبتهم “النصرة” لفتح جبهات جوبر وريف حماة الشمالي وقصف ريف اللاذقية من بلدة كباني بالصواريخ بالتحالف مع التنظيمات الإرهابية، والتي يشارك بعضها في مشاورات أستانا، وتتلقى تمويلاً ودعماً مباشراً من الداعمين لخلط الأوراق في مرحلة حاسمة من المفاوضات التي ستجري الجولة الخامسة منها يوم غد الخميس 23 آذار في جنيف.

وبين الخبراء أن الدول الداعمة للإرهاب في سورية ضربت أكثر من “عصفورا بحجر واحدة” من خلال توقيت فتح جبهات جوبر وريف حماة الشمالي بالإضافة إلى ما تردد عن إنزال جوي أمريكي على سد الفرات في الطبقة لقطع الطريق على تقدم الجيش السوري نحوها “حيث من المتوقع أن يستقدم الجيش بعض تعزيزات النخبة من المشاركين في معركة السيطرة على “دير حافر” نحو حماة المدينة وقمحانة خط دفاعها الأول، ما يعطي لداعش فرصة تنظيم صفوفه واستجماع قواه للدفاع عن معقله الأخير شرق حلب، على حين يراد من جبهة جوبر إشغال الجيش في معاركها وتحييده عن الهدف الرئيسي الكبير وهو الوصول لسد الفرات والمشاركة في عمليات تحرير الرقة”، بحسب قول أحد الخبراء لـ “الوطن أون لاين”.

تزامن ذلك مع تقدم الجيش اليوم الأربعاء مجدداً شمال شرق حلب وتثبيت أقدامه على طريق عام حلب الرقة في المنطقة التي تلي دير حافر من جهة الشرق ولأول مرة بعدما استرد بلدة أم عدسة خليلية التي قطعت أهم طريق إمداد لـ “داعش” في دير حافر عبر مسكنة والقرى الجنوبية لدير حافر إثر قطعه خطوط إمداد التنظيم نحو الريف الجنوبي لها خلال الأسبوع المنصرم وأفسح المجال أمام إحراز وحدات الجيش لتقدم جديد نحو مسكنة بوابة الرقة.

وتعقد الجولة الخامسة من جنيف غداً في ظروف متوترة يراد منها ممارسة ضغوط على وفد الجمهورية العربية السورية لمنع مناقشة سلة مكافحة الإرهاب بين السلال المتفق عليها في الجولة السابقة ولمنع إحراز تقدم فيها والعودة إلى لغة الميدان بدل لغة السياسة والاحتكام إلى العقل لوقف نزيف الدم السوري.

حلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock