من الميدان

ما حقيقة إقامة روسيا منطقة “فض اشتباك” في تلرفعت شمال حلب؟

تضاربت الأنباء حول إقامة منطقة “فض اشتباك” في بلدة تلرفعت المتنازع عليها بين تركيا والميليشيات المسلحة الموالية لها والتابعة لما يسمى “الجيش الحر” من جهة و”قوات سورية الديمقراطية- قسد”، التي تشكل “حماية الشعب” ذات الأغلبية الكردية عمودها الفقري، في ريف حلب الشمالي من جهة أخرى.

وأعلن بيان لهيئة الأركان الروسية اليوم الأربعاء عن إقامة القوات الروسية منطقة “فض اشتباك” للفصل بين “الحر” و”قسد” في محيط تلرفعت “بمساعدة المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا (حميميم)، بغية منع وقوع استفزازات وصدامات بين وحدات الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب الكردية”، وفق قول رئيس مديرية العمليات العامة، سيرغي رودسكوي.

وأكد مصدر ميداني في “حماية الشعب” لـ “الوطن أون لاين” أن وزارة الدفاع الروسية أن نشرت وحدة من الشرطة العسكرية الروسية نهاية الأسبوع الفائت في تلرفعت بطلب من الوحدات وأنها أقامت حواجز ونقاط للمراقبة بإشراف “حميميم” لكن المصدر لم يجزم بأن الهدف من ذلك هو تأسيس منطقة تفصلها عن “الحر” والجيش التركي المرابطة وحداته في محيط بلدة مارع المتاخمة لتلرفعت.

وأردف المصدر: “ما دامت الأركان الروسية أفصحت عن فحوى نشر قوات روسية في تلرفعت فمن المؤكد أنها اتفقت مع الطرف الآخر، والمقصود” ميليشيات “الحر” ومن خلفها تركيا، على إقامة منطقة فض الاشتباك لمنع حدث صدام عسكري يضع المنطقة برمتها في المجهول وينسف الجهود الروسية لاحتواء تصعيد الجيش التركي وتهديداته باجتياح المنطقة مع مدينة عفرين التي تشكل ثالث أقليم إدارة ذاتية كردية بعد إقليمي الجزيرة وعين العرب”.

لكن مصادر معارضة نفت ما ورد اليوم عن الأركان الروسية نقلاً عن قادة ميليشيات في “الحر”، حيث صرح القائد العسكري لـ “غرفة عمليات أهل الديار” النقيب الفار أبو ابراهيم بأنه لا يوجد أي اتفاق مع الجانب الروسي لإنشاء هذه المنطقة في تلرفعت على حين “كذب” مدير المكتب السياسي في ميليشيا لواء المعتصم” مصطفى سيجري في تغريدة له على “تويتر” اليوم التصريحات الروسية وقال أن الميليشيا “لن تكون طرفاً في أي اتفاق” من هذا النوع.

وكانت أنباء ترددت عن اتفاق روسي مع “لواء المعتصم” لسحب عناصره وعناصر الميليشيات الأخرى المنتشرة على طريق حلب مدينة اعزاز بهدف فتح الطريق الدولي إلى بوابة السلامة عند الحدود التركية للاستعاضة عن الطريق المار من عفرين والذي يربط حلب بادلب وباقي المدن السورية إلا أن خبراء عسكريون أشاروا لـ “الوطن أون لاين” أن الهدف من هكذا تسريبات ممارسة ضغط على “حماية الشعب” في عفرين للقبول بالوساطة الروسية الرامية إلى نزع فتيل الحرب شمال حلب والتوصل إلى “صفقة” مرضية لكل الأطراف.

يذكر أن الجيش التركي حشد قبل شهرين قوات برية من النخبة على حدود عفرين وفي محيط مارع قرب تلرفعت بغية شن عملية عسكرية أطلق عليها اسم “سيف الفرات” تيمناً بعملية “درع الفرات”، التي أوصلته مع ميليشاته إلى جرابلس والراعي والباب، بغية وصل ريف حلب الشمالي بالريف الغربي فأرياف ادلب لكن معركة “قسد” مع تنظيم “داعش” بدعم من “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن في مدينة الرقة حالت دون تنفيذ الوعود والتهديدات التركية باقتحام عفرين والبلدات الـ 12 المتنازع عليها والتي تسيطر عليها “قسد” شمال حلب منذ تشرين الأول ما قبل الماضي.

حلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock