محلي

ماذا تغير في حلب بعد سنة من تحريرها؟

فرضت عجلة الحياة دورانها بعد تحرير حلب واقتربت من مستوياتها الاعتيادية وأكثر بعد مرور سنة على الذكرى التي غيرت أحدثت زلزالاً محلياً وإقليمياً ودولياً لصالح الدولة السورية والمنطق القويم الذي لا تنال منه الشعارات الزائفة ولا النوايا المبيتة المخادعة.

عاد الناس إلى ممارسة حياتهم الطبيعية التي ألفوها قبل الحرب، وانتعشت التجارة والصناعة في عاصمة الاقتصاد السوري وارتفعت دخول السكان بشكل لافت لتوافر فرص العمل وفرص البقاء بسلام خارج وداخل المنزل الذي لم يكن بمنأى عن مرمى قذائف الهاون وصواريخ سجيل ومدفع جهنم وشتى الممارسات العبثية والانتقامية التي تفنن الإرهابيون بها.

عاد التلاميذ وطلبة الجامعات إلى صفوفهم ومقاعدهم الدراسية من خوف أو وجل من قذيفة تحصد أرواحهم في طريقهم إلى تحصيلهم العلمي أو داخل المقرات الدراسية إثر فترة انقطاع عن الدراسة في أحياء خطوط التماس وغيرها بعدما بات كل ركن وزاوية في حلب تحت مرمى وضمن إحداثيات الإرهابيين وداعميهم ومشغليهم من دون تفريق بين ثكنة عسكرية وحاجز أمني أو مسكن وبقالية ومدرسة وجامعة.

بات بمقدور الأهالي الخروج للشرفات وقضاء وقتهم المعتاد في الغرف المطلة عليها بعدما لاذوا لسنوات بالغرف الداخلية خشية القذائف والصواريخ التي تطال مناطق سكنهم، وغدا باستطاعة طلاب المدارس ترديد الشعار الصباحي وممارسة حصة الرياضة في باحات المدرسة، ولم يعد أصحاب المحال التجارية يخافون من الوقوف أمامها تحت أشعة الشمس.

افتتحت جميع طرق المدينة الرئيسية والفرعية وأزيلت الحواجز ورفعت المتاريس وأعيد تأهيل الشوارع والبنى التحتية وتوافرت السلع والبضائع والمواد الغذائية لتنتفي الحاجة إلى تخزين ما يكفي منها لأوقات الحصار والجوع الصعبة التي عاشتها المدينة بقطع طريق إمدادها القادم من حماة عبر خناصر وقبله قبل شق الطريق الصحراوي.

تخلت الأسرة عن كميات البنزين الاحتياطية، التي كانت تشكل خطورة كامنة في المنازل، لتشغيل المولدات ولعن ظلام الإرهاب بمد خط كهربائي بديل بؤمن تغذية مقبولة بالتيار الكهربائي، وانتفت الحاجة إلى ارتياد مناهل التزود بالماء والذل الذي تفرضه على مرتاديها وتعبئة كل ما يتسع للماء في المنزل بما فيها صحون الطعام بعد توافر مياه الشرب واستقرار ضخها على الدوام.

حلب اليوم ورشة بناء لا تتوقف وورش إعادة إعمار لا تهدأ على مدار الساعة ومدينة أعادت علاقتها الوثيقة والحميمية بالسهر وارتياد المطاعم والمقاهي وقضاء وقت ممتع على أرصفة المحلقات على الرغم من انخفاض درجات الحرارة. حلب الآن مدينة بخدمات مشهود لها ومعيشة حياتية أفضل من المعتاد تضاهي بها شقيقاتها السوريات اللواتي لم يشهدن ضراوة الحرب وقسوتها وتداعياتها مثلها.

 

حلب- الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock