من الميدان

الجيش يتقدم نحو الباب من محور مدرسة المشاة شمال حلب

حلب- الوطن أونلاين

أحرز الجيش العربي السوري تقدماً جديداً نحو مدينة “الباب” من محور مدرسة المشاة، ومد نفوذه إلى 6 قرى جديدة مهمة على حساب تنظيم “داعش” في طريقه إلى المدينة التي يبعد عنها من محور مطار كويرس شرقاً 6 كيلو مترات، في الوقت الذي لا تزال ميليشيا “درع الفرات” التابعة للحكومة التركية تراوح مكانها شمال الباب، وتنافس قوات سورية الديمقراطية المدعومة أمريكياً في الوصول إليها والسيطرة عليها نظراً لأهميتها الإستراتيجية.

وأوضح مصدر ميداني لـ “الوطن أونلاين” أن الجيش السوري والقوى المؤازرة له سيطر اليوم الخميس على قرى تل شعير وبابنس والشيخ كيف وحليصة ونيربية وجوبة شرقي مدرسة المشاة (25 كيلو متر شمال شرق حلب)، والتي أصبحت مقر عمليات جديد للجيش بعد الهيمنة عليها في 28 الشهر الماضي مع قريتي فافين وتل توتيان. وأكد مقتل ما لا يقل عن 15 مقاتلاً وجرح العشرات من “داعش” وتدمير عتاد عسكري خلال الاشتباكات.

ولفت المصدر إلى أن الجيش السوري بتقدمه على محور الباب من الجهة الغربية يغدو بمقدوره محاصرتها من جهتين بعدما قلص المسافة إليها إلى أقل من 17 كيلو متر من محور مدرسة المشاة، وإثر تشكيل أحد الألوية شمال حلب بغية السيطرة على مناطق شمال شرق حلب إلى الشرق من قرية سيفات وصولاً إلى الباب، وهو ما أمن الخاصرة الشمالية لمدينة الشيخ نجار الصناعية التي باتت آمنة اكثر بالتوازي مع اقتراب موعد العمل لإعادة تأهيلها من جديد.

بموازاة ذلك، واصل الجيش تمهيده الناري للأسبوع الثاني على التوالي باتجاه بلدة دير حافر شرق مطار كويرس العسكري في الريف الشرقي لحلب في مسعى، فسره متابعون تحدثوا لـ “الوطن أونلاين”، للتقدم باتجاه أهم معاقل “داعش”، والتي توفر الهيمنة عليها وعلى بلدة مسكنة القريبة .. تقريب المسافة من مدينة الرقة عاصمة التنظيم، والتي باتت من حصة قوات “سورية الديمقراطية” بدعم لوجستي وتكليف من واشنطن.

وكان الجيش السوري تمكن من الوصول إلى أقرب مسافة من الباب في 13 كانون الثاني الفائت عندما سيطر على قرية عين البيضة التي تحول محطة ضخ مياه الباب، متقدماً من قرية عيشة المجاورة إلا أن عمليته العسكرية توقفت، قبل أن يبدأ الجيش باستقدام تعزيزات عسكرية جديدة خلال الشهر الجاري وجهتها مطار كويرس العسكري القاعدة العسكرية الأهم له في الريف الشرقي، ما يحيي الآمال بانطلاق عمليته من جديد نحو الباب في انتظار تحديد القيادتين السياسية والعسكرية ساعة الصفر بحسب التفاهمات الإقليمية والدولية حول من يمتلك مفتاح الباب، في ظل توازنات تحرص جميع الأطراف على تحقيقها لامتلاك مقومات القوة على طاولة أي مفاوضات مرتقبة في المستقبل.

ووجهت القيادة العسكرية السورية رسائل عديدة لميليشيا “درع الفرات” التي استعادت السيطرة على بلدة قباسين من التنظيم على بعد نحو 2 كيلو متر من الباب لجهة الشمال، فضربت المقاتلات السورية قوات درع الفرات بغارة جوية بداية الشهر الجاري، قبل أن تتهم أنقرة اليوم السبت المقاتلات السورية بتوجيه ضربة أخرى أودت بحياة 3 جنود أتراك وجرح 10 آخرين يقاتلون إلى جانب “درع الفرات” للسيطرة على الباب.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس: “أن الهدف من “درع الفرات”، التي انطلقت مرحلتها الأولى في 24 آب من العام الحالي، هو السيطرة على مدينة الباب ثم التوجه إلى مدينة منبج لطرد “سورية الديمقراطية” منها بعد أن أخلت بوعودها مراراً بالانسحاب إلى شرق نهر الفرات بتعهد أمريكي” لكن الأخيرة والتي تؤلف وحدات “حماية الشعب” ذات الأغلبية الكردية معظم قوامها، بدأت عملية عسكرية مطلع الأسبوع الجاري، سيطرت في بدايتها على 8 قرى شمال شرق الباب لقطع الطريق على الأولى والحؤول دون وصولها إلى الباب، ما أفسح المجال لوقوع صدام بين القوتين المواليتين لواشنطن وأنقرة ما لم تتدخل موسكو التي تشتغل على المسعى ذاته لوضع حد لطموحات أردوغان الساعي إلى إقامة منطقة عازلة شمال حلب بمساحة 5 آلاف متر مربع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock