اقتصاد

تقنين هاتفي مع التقنين الكهربائي … و وعود بتأمين طاقة بديلة

لم يخف رئيس مقسم هاتف صحنايا أحمد حاج حسن أنه لا حيلة يمتلكها المقسم لعدم انقطاع خدمة الاتصال الهاتفي مع انقطاع الكهرباء للمشتركين على خط (الأونو) لنفاد مدخرات البطاريات المتوافرة لدى المقسم وعدم مجاراة قدرة الشحن لهذه البطاريات مع انخفاض ساعات التغذية الكهربائية على الشبكة حيث تكون ساعات التغذية في ريف دمشق 2 ساعة مقابل 4 ساعات انقطاع في أحسن حالات التغذية في الفترة الأخيرة وأن شحن البطارية يحتاج لأربع ساعات في حده الأدنى.
وحصلت «الوطن» على معلومات من الشركة السورية للاتصالات أن نسبة إجمالي مشتركي الهاتف على خطوط الأونو تصل نحو 10% من إجمالي مشتركي الهاتف الثابت، وبحسب المعلومات المتوافرة فإن عدد مشتركي الهاتف الثابت تجاوز 4 ملايين مشترك وبالتالي نحن أمام نحو 400 ألف مشترك يعانون من غياب خدمة الهاتف مع انقطاع الكهرباء.
وبالتوجه لشركة الاتصالات السورية لمتابعة الموضوع أوضح مدير الإدارة التجارية في الشركة أحمد سنبل أنه لا يمكن تشغيل هذه المقاسم على مولدات الديزل وبالتالي تصبح الخيارات محصورة بين تأمين التغذية الكهربائية أو تأمين الطاقة المطلوبة من خلال الخلايا الشمسية أو العنفات الريحية، وأن الشركة باشرت بتنفيذ عقد خاص لتركيب الخلايا الشمسية لتأمين احتياجات هذه المقاسم من الطاقة.
وحول إمكانية وجود حلول اسعافية، بين سنبل أنه يتم العمل والتنسيق مع وزارة الكهرباء على تزويد هذه المقاسم بخطوط منخفضة التقنين لكن ذلك محكوم بتوافر مثل هذه الخطوط لدى الوزارة ومدى قدرتها على تغذية المقاسم بالطاقة الكهربائية.
وحول تفاصيل العقد الذي تحدث عنه المدير التجاري اتجهت «الوطن» لمدير الإدارة الفنية يونس حسن المعني بتنفيذ ومباشرة هذا العقد، حيث كشف أن قيمة هذا العقد تجاوزت 2.98 مليون يورو. وأن الغاية منه توريد وتركيب خلايا ضوئية لزوم تأمين التغذية لتجهيزات المقاسم الريفية ووحدات النفاذ الضوئية.
وأوضح أن مدة تنفيذ العقد سنة، وبدأت المباشرة بتنفيذه مع نهاية شهر أيول الماضي حيث يؤمن العقد الخلايا والطاقة الشمسية لنحو 100 مركز من المراكز الريفية و100 وحدة نفاذ موزعة على ست محافظات هي ريف دمشق واللاذقية وطرطوس والسويداء وحماه وحمص.
مبيناً أنه تم التعاقد على هذه الوحدات (خطوط الأونو) وتركيبها خلال الفترة ما قبل عام 2010 حيث كان الوضع الكهربائي مستقراً وكانت المدخرات قادرة على تأمين عمل هذه الوحدات خلال انقطاع الكهرباء في الحالات الطارئة.
حالياً وبسبب التقنين الكهربائي الذي يصل في بعض المناطق إلى أكثر من 12 ساعة يومياً فقد أدى هذا الواقع إلى خلل في عمل هذه الوحدات وخروجها عن الخدمة بسبب عدم قدرة المدخرات على تأمين التغذية لعدم الشحن الكافي لهذه المدخرات، كما أن زيادة عدد مرات الشحن والتفريغ لهذه المدخرات أدى بدوره إلى استهلاك العمر الفني للمدخرات بسرعة أكبر.
في ظل هذا الواقع تم البحث عن حلول لتأمين الطاقة البديلة لهذه المدخرات حيث تم اعتماد تغذية الوحدات بالكهرباء عن طريق الخلايا الشمسية. من خلال هذا المشروع حيث سيتم تأمين عمل الوحدات على الطاقة الشمسية خلال فترة وجود سطوع شمسي بغض النظر عن وجود الكهرباء وتعمل على الطاقة الكهربائية خارج فترات السطوع الشمسي في حين تعمل على المدخرات خلال عدم وجود سطوع شمسي وانقطاع التيار الكهربائي
على أن يؤمن المشروع خدمات الاتصالات والانترنت بشكل شبه دائم، والتوفير في النفقات التشغيلية على المدى البعيد من حيث مصروف الكهرباء وأعمال الصيانة.
أما بخصوص تغذية المراكز الهاتفية الصغيرة عن طريق الطاقة الشمسية فإن ذلك سيؤدي إلى استمرارية تأمين خدمات الاتصالات والتوفير في النفقات التشغيلية وخاصة نفقات الوقود حيث أن هذه المراكز تعمل حالياً على الديزل خلال فترة انقطاع الكهرباء.
موضحاً أن هذا المشروع هو مرحلة أولى وسوف يتم التوسع به مستقبلا كونه من المشاريع التي تعتمد على الطاقة البديلة والمتجددة ويوفر في النفقات التشغيلية ويؤمن استمرارية خدمات الاتصالات.

عبد الهادي شباط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock