محلي

إصابات بالتهاب الكبد الوبائي في قرى مصياف

في كل مرة يُصاب فيها المواطنون بحالات تسمم، أو التهابات بسبب المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب، تتقاذف الجهات المعنية في حماة الاتهامات، وتُحمِّلُ المسؤولية في النهاية للمواطن بأنه لا يعتني بنظافته الشخصية، ويتناول طعاماً أو مياهاً غير صحية، وتهرع إلى إعداد التقارير الفنية التي ترفع فيها عنها التقصير والإهمال في عملها، وتلزق سبب الحالات المرضية بالمواطن!

فمؤخراً انتشرت إصابات بالتهابات الكبد الوبائي A بين تلاميذ المدارس وطلابها والأهالي في قريتي عنبورة وقيرون في ريف مصياف، وعلى حين أكد الأهالي أن عدد الإصابات فاق الـ115 إصابة، اتهمهم المعنيون بالمبالغة وأكدوا أن العدد لم يتجاوز الـ39 حالة حتى يوم الخميس الماضي وأن كل الحالات تحت السيطرة!

نائب رئيس بلدية الحريف علي طاهر إبراهيم التي تتبع لها القريتان المذكورتان، أكد لـ«الوطن» أن عمال وحدة المياه في مصياف لا يعقمون مصادر مياه الشرب إلاَّ إذا وقعت كارثة وبدأت اللجان المشكلة من الصحة ومؤسسة المياه بالزيارات إلى المنطقة.

وأوضح إبراهيم أن الإصابات تركزت في مدارس الحلقة الأولى والثانية في عنبورة وقيرون، وأما البياض والحريف فلم تسجل فيهما إصابات، مبيناً أن معظم البيوت في القريتين مربوطة على شبكة الصرف الصحي النظامية، ما ينفي سبب تلوث مياه الشرب بالحفر الفنية.

وفي القرى المذكورة شبكة مياه شرب ولكنها قديمة ومهترئة، ولم تجدها نفعاً الصيانات المتكررة، علماً أن هناك شبكة جديدة منفذة بنسبة 70 بالمئة ولكن العمل توقف فيها منذ سنوات بسبب الأزمة لم يكملها المتعهد، وإكمالها واستثمارها يحل أي مشكلة ممكن حدوثها في المستقبل.

وعن مصدر مياه الشرب للأهالي قال: نشرب من خزان في نهر عنبورة ولكن العمال لا يعقمونه وهو عرضة للتلوث لكونه مهملاً وغير محكم الإغلاق!.

وأما رئيس وحدة مياه مصياف المهندس فرحة فقد بيَّن لـ«الوطن» أنه يتم تعقيم المياه على مدار الساعة، وأن فرقاً من الصحة والمياه والصحة المدرسية قطفت عيناتٍ من خزانات المدارس ومصدر مياه الشرب، وأثبتت التحاليل صلاحيتها للشرب من الناحيتين الكيميائية والجرثومية، كما تم التأكد من نظافة خزانات مدارس القريتين، ومن وصول الكلور إلى جميع أنحاء الشبكة في القريتين، وهو ما يدل على سلامة المياه وصلاحيتها للشرب فيزيوكيمائياً وجرثومياً.

وكانت المؤسسة قد رفعت كتاباً للمحافظة برقم 448 / ص خ تطلب فيها التوجيه لبلدية الحريف لرفع الصرف الصحي عن الموقع القريب من نبع عنبورة تفادياً لحدوث تلوث مستقبلي وبما أمكن من السرعة.

من جهته، أكد مدير صحة حماة عامر سلطان وجود إصابات وعددها حتى يوم الخميس الماضي 19 في عنبورة و20 في قيرون، وقال لـ«الوطن»: نحن لا ننفي وجود إصابات بالتهاب الكبد الوبائي، ولكنها ليست بالشكل الذي تتناقله مواقع التواصل الاجتماعي، التي تهول وتضخم العدد والحالات.

وبيَّن أنه تمت زيارة العديد من البيوت والمدارس والمخابر الخاصة ومشفى مصياف الوطني، وإجراء تحاليل لعينات من المياه من كل المصادر وتبيَّن أنها جيدة.

وقال سلطان: وجدنا حفراً فنية وشبكة مياه قديمة وآباراً غير مرخصة وكلها يستخدمها المواطنون للشرب، ومعالجة هذا الأمر تقع على عاتق جهات أخرى.

وأما بالنسبة للمرض، فأكد الدكتور سلطان أن علاجه لا يحتاج سوى حمية وخافض حرارة، وإجراءات بيئية فقط.

مدير مشفى مصياف الوطني ماهر يونس، أكد لـ«الوطن» أن المرض غير قاتل والعامل المشترك للإصابة به هو صنبور المياه، وأن الحالات التي وردت للمشفى هي ضمن المعقول ولا جائحة أو وباء كما يهول، وجميع الحالات التي راجعتنا غير خطرة، ونحن نجري التحاليل مجاناً ونقدم كل العلاج المناسب.

حماة – محمد أحمد خبازي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock