سورية

تركيا تجس نبض القوى الفاعلة بطرق “الباب”

رجح خبراء عسكريون متابعين لعملية “درع الفرات” التي تقودها تركيا والتي دخلت ميليشياتها المسلحة أجزاء من مدينة الباب شمال شرق حلب لـ “الوطن أون لاين” أن تقف المليشيات عند حدود ما استولت عليه لاعتبارات محلية وإقليمية ودولية تتعلق بالصراع على أهم منطقة استراتيجية تشتبك فيها قوى عديدة.

وقال الخبراء أن انطلاق المرحلة الثانية من درع الفرات من شمال الباب إلى أحد مداخلها الرئيسة أمس الهدف منه جس نبض القوى الفاعلة في تقرير مصير الحيز الجغرافي المهم الذي تحرض على استملاكه ويحول دون ذلك التحذير الجدي من دمشق على اعتباره ط أحمر لا يجوز المساس به، ولذلك حشدت الكثير من عديد وعتاد الجيش العربي السوري والقوات الرديفة له بالقرب من الباب في انتظار تحديد القيادة السياسية والعسكرية نقطة الصفر لاستعادتها إلى حضن الشرعية الدولية على حين تقف قوات “سورية الديمقراطية” بقيادة “وحدات حماية الشعب” ذات الأغلبية الكردية على مقربة منها لوصل كانتوني عفرين غرباً وعين العرب شرقاً بكانتون الجزيرة شمالاً.

وفند الخبراء العسكريون ما أشيع حول “صفقة” بين أنقرة وموسكو تقضي بسيطرة الأولى على الباب مقابل سيطرة الجيش السوري على مدينة حلب، وهو ما ذهبت إليه وسائل إعلام غربية أشارت إلى أن الوقت حان لمتابعة الميليشيات التي تقودها تركيا عمليتها داخل الباب بعد أن انتظرت أسبوعين على مشارفها ريثما يستكمل الجيش السوري وحلفاؤه الهيمنة على الأحياء الشرقية من حلب.

ورأى الخبراء أنه ربما راق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللعب في الوقت المستقطع قبل تسلم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامها منتصف الشهر المقبل لفرض أمر واقع عليها عبر الهيمنة على الباب متجاهلاً ومتناسياً أن الجيش السوري، الذي يبعد عن المدينة 3 كيلو مترات من جهة الجنوبي الغربي و6 كيلو مترات من الجنوب الشرقي، لن يقف مكتوف الأيدي إذا ما جرى الاعتداء على المدينة بذريعة دحر تنظيم “داعش” والحؤول دون تنفيذ الأكراد لمراميهم بإقامة حكم ذاتي شمال وشمال شرق سورية وجنوب تركيا.
والأصح أن موسكو لم تعط أي ضوء أخضر لـ “درع الفرات” بالتقدم نحو الباب وأنه لم يتم أي “تفاهم” بهذا الخصوص أثناء زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم إلى العاصمة الروسية الأسبوع الماضي لأن القيادة الروسية على تنسيق مستمر ودائم مع القيادة السورية حيال جميع المسائل العسكرية التي تتعلق بالسيادة السورية.

ومن المثير للاهتمام توقيت عملية “درع الفرات” بالتزامن مع تقدم “داعش” صوب مدينة تدمر وحقول النفط المحيطة بها، ما يثير جملة من التساؤلات حول التنسيق الواضح والبيّن بين التنظيم الإرهابي وحكومة “العدالة والتنمية” التركية وعلى خلفية النصر الكبير الإستراتيجي الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه في عاصمة الشمال السوري.

الوطن أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock