محلي

الأسعار ليست من ضمن أولويات “التموين” الخمس

أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عاطف النداف أهمية الندوة الوطنية لسلامة الغذاء، من خلال العمل على منتج محلي جيد بمواصفات قياسية عالمية، مبيناً أن صناعة المنتج يجب أن تعتمد على الجودة والمقاييس والمواصفة.

وخلال افتتاح الندوة في اللاذقية، بيّن النداف أن أولوية الوزارة في الوقت الحالي تتمثل في الدرجة الأولى بخمسة أمور، موضحاً أنها تبدأ بعملية القياس والجودة والنوعية، بالإضافة لمحاربة الغش وتطوير المخابر حتى الوصول إلى منتج جيد.

وأكد وزير التجارة الداخلية لـ«الوطن»، العمل على حماية المنتج المحلي من خلال القضاء على المواد المهربة ومجهولة المصدر لعدم وجود نوعية جيدة، مشيراً إلى أنها تؤثر على صحة المواطن.
وشدد النداف على العمل لحماية صحة المواطن الذي انتصر في هذه الحرب وقال: «صحة المواطن غالية علينا».
من جهته أكد محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم لـ«الوطن» أهمية ندوة السلامة الغذائية من خلال العمل على أن يكون المنتج المحلي سفيراً حقيقياً للبلد، من جهة، ومن جهة ثانية، بأنها تشكل باكورة ندوات تطبيقية تسعى المحافظة لاستمرار انعقادها لما لها من أثر إيجابي بنوعية المنتج الوطني، مؤكداً ضرورة جعل عبارة «صنع في سورية» مصدر فخر لسوية هذه المنتجات.
وبيّنت مديرة الشؤون الفنية والجودة في وزارة التجارة الداخلية، رفاه ملحم، لـ«الوطن»، أن دور المديرية يتمثل في وضع التشريعات الفنية، مشيرة إلى التوجه للصناعيين لإخبارهم عن الطريق الأمثل لتكون المنتجات المطروحة بالأسواق منتجات سليمة وبجودة عالية ومناسبة للمستهلك.
ولفتت ملحم إلى أهمية التواصل بين الصناعيين والوزارة للعمل على إزالة الحواجز بينهم، وحل مشاكلهم التي يتعرضون لها، مشددة على أن الهدف بالنهاية هو المستهلك سواء كان صناعياً أم مواطناً عادياً.
وبينّت مديرة المخابر المركزية في الوزارة لينا عبد العزيز أن الندوة ركزت على خصوصية منتجات الخضار والفواكه في المنطقة الساحلية، خاصة ما يتعلق بالمنتجات المعدة للتصدير كونه يطلب لها شهادة مرافقة تثبت خلو هذه المنتجات من الآثار المتبقية للمبيدات الحشرية.
وأوضحت عبد العزيز في تصريحها لـ«الوطن» على أنه تم الحديث عن منتجات الزيتون وزيت الزيتون كون الساحل من المناطق الرئيسية المنتجة لها، وقد تعرض الموسم الحالي لتغيرات مناخية وآفات حشرية تسبب بسوء المنتج، ما جعل بعضها غير صالحة للاستهلاك البشري، وقد تم توضيح أسباب هذه الحالة وكيفية التعامل معها، حيث تعرض موسم الزيتون لإصابة حشرية هي «ذبابة الفراش» إضافة لظروف مناخية أثرت على الثمار ما تسبب بتساقط ثمار الزيتون قبل نضوجها على الشجر، وملامسة المحصول للأرض وتعرضه للظروف المناخية أدى لزيادة نشاط العمليات الكيميائية التي ترفع البيروكسيد والحموضة وهما العاملان اللذان يدلان على جودة المادة وصلاحيتها، وقام المزارعون بجني محصولهم عن الأرض بدلاً من الشجر وقاموا بعصره في المعاصر وتم طرحه في الأسواق دون تحليله، وقد وصلت عينات من المنتجات إلى المخابر التابعة للوزارة فكانت النسبة مرتفعة بالنسبة للعاملين البيروكسيد والحموضة، حيث تراوحت النسب التي تم تحليلها بين 80 بالمئة و160 بالمئة بالنسبة للبيروكسيد، وما بين 4 بالمئة و5 بالمئة للحموضة فأصبحت سمية، حيث إن الحد الأعلى للبيروكسيد هو 20 بالمئة وبالنسبة للحموضة هو 2.5 بالمئة.
وأشارت عبد العزيز إلى تقدم المكتب العضوي في وزارة الزراعة بلمحة عن الإجراءات التي تنفذ حالياً للمنتجات العضوية، ليتم الإعلان قريباً عن أول منتج سوري يحمل شهادة المنتجات العضوية مئة بالمئة، وهذا أمر مهم كون المنتجات العضوية ذات أهمية عالية للسلامة الغذائية كما أنها تحمل قيمة مضافة عندما يتم تصديرها.

كميات مفتوحة
وخلال اجتماعه مع الجهات المعنية بتسويق الحمضيات في اللاذقية، أكد النداف أن السورية للتجارة ستعمل على شراء كميات مفتوحة من المحصول بأسعار أعلى من سعر سوق الهال، مبيناً أن المؤسسة لم تتوقف عن تسويق المحصول ولكن كانت الكميات أقل واليوم تعود لشرائه بكميات مفتوحة وفق آلية جديدة حتى نهاية الموسم.
وقال النداف: إن السورية للتجارة أودعت سلفة بقيمة 100 مليون ليرة كدفعة أولى لشراء كميات من المحصول عبر إستراتيجية التدخل الإيجابي للمساهمة في رفع سعر الحمضيات ليعود بالنفع على الفلاح، مبيناً أن التدخل الإيجابي يعني رفع السعر عبر شرائه من السوق، مضيفاً: إن سعر المادة يتحسن يوماً بعد يوم، ومهما ارتفع سنشتريه كمؤسسة وبكميات مفتوحة.
وحول ما يثار في سوق الهال عن تهديد للمؤسسة من دخول السوق لشراء المحصول بالسعر المحدد، شدد الوزير على أن المؤسسة تعمل فوق الطاولة وليست ضد التاجر وإنما تتدخل ليستفيد الجميع بالحق، مؤكداً وجود مصالح معينة لدى البعض بتنزيل سعر المادة.
ولفت النداف إلى أن السورية للتجارة ستدخل سوق الهال لتكون شريكاً بالمزاودة وتدفع كما يدفع التاجر، بشرط حرية الانتقاء والدخول بالمزاد والتنقل، وقال: من يريد أن «يترازل» فستكون هيبة الدولة موجودة.
وحذر الوزير من تكديس الحمضيات في المستودعات، وقال: «ارفعوا السعر ونحن رضيانين، ولكن لا تشتري وتضعه في مستودعك وبعدها تبيعه للمؤسسة»، مشيراً إلى أن المؤسسة ستدخل المزاودة في السوق وإلا سنضطر لفتح سوق هال خاص بها وتسوق المادة من خلاله.
وأكد النداف أن الحكومة تدرس وضع إستراتيجية لتسويق الحمضيات قبل بدء الموسم القادم.
من جهته قال محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم لـ«الوطن»: إن المحافظة جاهزة لتقديم أي دعم لتسهيل عملية تسويق الحمضيات، مطالباً الجهات المعنية بتوضيح الصورة للمعنيين في سوق الهال حول آلية التسويق الجديدة عبر شراء كميات مفتوحة من السوق بشكل يومي بسعر أعلى من سعر السوق وبحسب الصنف.
رئيس اتحاد الفلاحين حكمت صقر أكد لـ«الوطن»، الاتفاق خلال الاجتماع على صيغة جديدة لتسويق المنتج عبر شراء السورية للتجارة كميات كبيرة من الفلاحين وبأسعار أعلى من المحددة في سوق الهال بشكل يناسب الفلاح.
ولفت صقر أن السورية للتجارة ستقوم بإجراءات جديدة لتسويق الحمضيات عبر شرائها من الفلاح ومراكز التوضيب وسوق الهال، مطالباً بتنفيذ ما خلص إليه الاجتماع على أرض الواقع لتحسين واقع الفلاح بنسبة 60 بالمئة.
وقال صقر: إن الجهات الحكومية لو اتخذت هذه الإجراءات قبل بدء الموسم لما خسر الفلاح، ولكن أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل.

تسهيلات لخطوط الفرز
‏‫‏‫وكان وزير التجارة الخارجية ترأس أول أمس في طرطوس اجتماعاً لهذا الغرض وأكد مدير فرع السورية للتجارة بطرطوس علي سليمان جاهزية الفرع لاستلام الحمضيات من المزارعين وأنه سيتم تقديم جميع التسهيلات لهم في خطوط الفرز من تشميع وعبوات، مبيناً أن المزارعين بدؤوا من أمس السبت بالقدوم إلى مركز الفرز في أبو عفصة حيث مقر الفرع، مبيناً أن الكميات غير محددة وسوف نستمر بالتسويق حتى نهاية الموسم وبأسعار ستكون أفضل من السعر الرائج في الأسواق.
أما معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شعيب فأكد لـ«الوطن» أن المؤسسة ستذهب إلى الفلاح في أرضه وستستلم منه الكميات حسب المواصفات المحددة من قبلها ومن ثم ستحضرها إلى مراكز الفرز الثلاثة وتصرف القيمة للفلاح مباشرة.
بدوره معاون الوزير رفعت سليمان أوضح لـ«الوطن» بأن الإجراءات التي تم الاتفاق عليها في اجتماع طرطوس سيتم تطبيقها في اللاذقية أيضاً وأنها تدخل ضمن دور المؤسسة في تدخلها الإيجابي لخلق حالة تنافسية في السوق ولرفع أسعار المادة لصالح المنتجين ولمصلحة هذه الزراعة التي نأمل لها المزيد من التطوير.
ومن جهته رئيس اتحاد الفلاحين بطرطوس مضر أسعد أكد أن ما تبقى من محصول الحمضيات يصل إلى نحو 140 ألف طن، أي نحو نصف المحصول، موضحاً بأن هناك أصنافاً مثل القشريات انتهى موسمها وأن مزارعيها خسروا فرصة الدعم هذه، متوقعاً أن يتم تسويق أكثر من مئة ألف طن في حال التزمت المؤسسة بالتوجيهات وقام الفلاحون بتقديم إنتاجهم لها وفق المواصفات التي اتفقنا عليها.

عبير سمير محمود – علي محمود سليمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock