العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

إشادة إعلامية عربية ودولية بذكرى التحرير: عام من الأمل والوحدة

حظيت الذكرى السنوية الأولى للتحرير في سوريا باهتمام استثنائي من العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية، التي واكبت على مدار أسبوع كامل مشاهد الاحتفالات الشعبية والرسمية في مختلف المحافظات، معتبرة أن هذه المناسبة التاريخية تُمثّل تحولاً مفصلياً في المسار السياسي والاجتماعي للبلاد، وبداية عهد جديد من الأمل والوحدة الوطنية بعد عقود من القمع والاستبداد.

منذ ساعات الفجر الأولى ليوم الاحتفال، تناقلت القنوات والصحف مشاهد الساحات الممتلئة بجموع المحتفلين، حاملين الأعلام ومرددين هتافات تُعبّر عن الاعتزاز بالتضحيات التي قدّمها السوريون خلال رحلة التحرير في ساحة الأمويين بدمشق وباقي الساحات في المحافظات التي احتضنت الفعاليات الختامية، بدت الصور التي بثّتها وسائل الإعلام العربية والدولية كأنها إعلان جماعي بانتصار الإرادة الشعبية وبدء مرحلة يتقدم فيها البناء على ركام سنوات الحرب.

“ميادين الفرح” وحّدت السوريين

الإعلام العربي منح هذه المناسبة مساحة بارزة على صفحاته وشاشاته،  حيث عنونت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية تغطيتها: “بالألعاب النارية والعروض.. السوريون يحتفلون بذكرى سقوط الأسد”، مشيرة إلى الأجواء الاحتفالية في مختلف المدن، أما جريدة “الجريدة” الكويتية فكتبت تحت عنوان: “السوريون يحتفلون بذكرى سقوط الأسد”، مؤكدة أن الأسبوع الاحتفالي جسد لحظة وطنية فارقة بعد 13 عاماً من الحرب.

بدورها، القنوات التلفزيونية “العربية، الحدث، العربي، وشبكة الجزيرة، وقناة “TRT” التركية، خصصت ساعات متواصلة من البث المباشر من الساحات العامة، ووصفت دمشق وحلب وحماة وحمص ودرعا ودير الزور واللاذقية وطرطوس، بأنها “ميادين الفرح” التي جسّدت وحدة الشعب السوري، كما أشارت في تقاريرها الإخبارية، إلى أن سوريا تعيش يوماً وطنياً يتجاوز الاحتفال الرمزي، ليُمثّل نقطة توافق نادرة بين مختلف المكوّنات الاجتماعية والسياسية.

“عام من الأمل بعد الأسد”

وفي السياق قدّم الإعلام الدولي قراءة مُعمّقة للمشهد السوري الجديد، حيث كتبت وكالة “أسوشييتد برس” تحت عنوان: “سوريا تلملم جراحها بعد عام على سقوط نظام الأسد”، مؤكدة أن آلاف السوريين نزلوا إلى الشوارع للاحتفال، في بلد يحاول التعافي من حرب استمرت 14 عاماً وخلّفت نصف مليون شهيد وملايين النازحين.

بدورها، قناة “دويتشه فيله” الألمانية، ربطت بين الاحتفالات والتحولات السياسية الواسعة، مشيرة إلى أن الإنجاز الدبلوماسي الذي تحقق خلال العام الجاري “منح السوريين ثقة في المستقبل”، فيما عرضت مشاهد الألعاب النارية في دمشق وحمص وحماة ووصفت الذكرى بأنها “عام من الأمل بعد الأسد”.

من جهتها، أعادت صحيفة “إندبندنت عربية” البريطانية بث كلمات السوريين التي دوّت فجر 8 كانون الأول 2024: “سقط الأسد”، معتبرة أن تلك اللحظة كانت بداية نهاية نصف قرن من الحكم القائم على القمع والتوريث، أما قناة “بي بي سي” فقد ركّزت على الإنجازات السياسية بعد التحرير، مشيرة إلى رفع معظم العقوبات وعودة سوريا إلى محيطها الدولي.

كذلك أبرزت قناة “فرانس 24″، التغييرات الجذرية في السياسة الخارجية السورية، وإعادة ترميم العلاقات مع الولايات المتحدة ودول الخليج، فيما وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، التحولات السورية بأنها “أقرب إلى معجزة سياسية”، معتبرة أن إلغاء الخدمة الإلزامية وعودة آلاف النازحين يعكسان انفراجاً غير مسبوق.

كما قدّمت الوكالات الدولية مثل “رويترز” وإذاعة “مونت كارلو الدولية”، تغطيات مشابهة، أبرزت فيها مشاهد المسيّرات الشعبية والعروض العسكرية وتحليق الطائرات التي “تنثر الزهور بعد أن كانت تلقي الموت”، في إشارة إلى رمزية الانتقال من زمن الحرب إلى زمن الدولة.

إجماع على صورة سوريا الجديدة

بهذا الإجماع الإعلامي الواسع، تثبت الذكرى الأولى للتحرير أنها ليست مجرد احتفال، بل محطة تأسيسية تعكس خروج سوريا من مرحلة الانقسام إلى مرحلة العمل والإعمار، ومع استمرار الدعم العربي والدولي، يبدو أن سوريا الجديدة تتقدم بثقة نحو مستقبل تتجاوز فيه جراح الماضي، وتستثمر فيه وحدتها الوطنية كمدخل لبناء دولة قوية تستحقها تضحيات شعبها.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock