إشغالات “الصنم” بحلب تحرم المتنزهين من رئة المدينة

حرمت إشغالات الباعة وأصحاب المقاهي على طريق المحلق الغربي بحلب، والمعروف بمنطقة “الصنم” المتنزهين الشعبيين من قضاء وقت ممتع في جنبات المنطقة التي تعد رئة المدينة ومتنفسها الرئيسي.
والحال إن الظاهرة قديمة- جديدة مرتبطة بعمر وذاكرة السياحة الشعبية في مدينة حلب، التي تتركز في منطقة المحلق الغربي، الذي يفصل أحياء الزهراء والمهندسين وحلب الجديدة عن أحياء الفرقان والشهباء الجديدة، في الشطر الغربي من المدينة، غير أن آخر صرعاتها استيلاء أصحاب المقاهي على المساحة الخضراء كاملة لوضع الطاولات والكراسي، مع تخريب المقاعد الخشبية والحجرية على طول الأرصفة لإرغام الرواد على الجلوس على كراسي شاغلي المنطقة بطريقة غير شرعية تتعدى على الأملاك العامة.
واعتاد سكان المدينة في ليالي الصيف ارتياد “الصنم” للسهر والترويح عن النفس وممارسة “هواية” شواء اللحوم في الهواء الطلق، حتى يخيل لزوار المدينة القادمين من طريق دمشق من جهة الغرب، وجود حرائق لكثرة دخان الشواء المنبعث من المنطقة، التي يقصدها آلاف الرواد يوميًّا، وخصوصًا في عطلة نهاية الأسبوع وأيام العطل الرسمية، ولا سيما مع اشتداد درجات الحرارة.
“لم يعد بوسعنا الجلوس على المقاعد التي عبث بها ضعاف النفوس ممن يشغلون الأرصفة والمنطقة الخضراء، ولم تعد صالحة للاستخدام، ما يفرض على الزوار استئجار الطاولات والكراسي، وطلب المشروبات الباردة والساخنة، على الرغم من أن معظمهم محدودو الدخل”، يقول أبو محمد سماقية لـ”الوطن”.
وطالب سعيد عرنجي مجلس مدينة حلب عبر “الوطن”، بوضع حد لتعديات شاغلي أملاك المجلس “من دون تراخيص، إلى جانب إصلاح الكراسي الخشبية على الأرصفة وتوفير مناهل مياه وحمامات في المنطقة الأكثر شعبية في المدينة، التي لا تزال مهملة ومن دون عوائد لمجلس المدينة الجهة المتضررة من العملية”.
من جانبه، فرش أحمد صطيف “حصيرة” على أرض حرش المحلق الغربي لتناول طعام العشاء مع عائلته والاستمتاع مع ابنه البكر بتدخين النرجيلة. وأوضح لـ “الوطن”: ” لست مستعدًا لأن أدفع ليرة واحدة لأصحاب المقاهي وبائعي العربيات وسيارات الإكسبرس التي تغزو المكان، لقد أحضرنا معنا كل مستلزمات القعدة”.
حلب- خالد زنكلو