اتحاد الكتّاب العرب يناقش سبل استعادة الإعلام الحقيقي

أقام اتحاد الكتّاب العرب، يوم أمس، ندوة بعنوان: “الإعلام في زمن التواصل الاجتماعي.. بين تصدير الحقيقة وإشاعة الفوضى”، شارك فيها الإعلاميان د.أحمد طقش ورامي تكريتي، وأدارها الشاعر حسن قنطار.
شهدت الندوة حواراً حول سبل استعادة الإعلام الحقيقي من بين ركام الضجيج الرقمي، ودور الإعلام في كشف الحقيقة ودحض الشائعة، وأهمية ألا يقتصر دوره على التنديد. كما تم التأكيد على أهمية اللغة العربية في الخطاب الإعلا مي لما تتميز به من قدرة على البيان وقوة التعبير.
وشدد المشاركون على أن استعادة الإعلام لدوره في بناء وعي مجتمعي راسخ يتطلّب تضافر المسؤوليتين الفردية والجماعية في آنٍ واحد.
الإعلام الأبيض
استهل طقش مداخلته باستعراض تجربته في إطلاق مبادرة “الإعلام الحقيقي”، التي أطلقها من مَعلمين عالميين هما “برج خليفة” و”برج إيفيل”، مبيناً أن امتلاك أدوات النشر على وسائل التواصل لا يعني بالضرورة امتلاك إعلام حقيقي، فالمصداقية ترتبط بالرجوع إلى الوكالات الموثوقة.
وحذّر من التأثير السلبي لـ”بلوغرز” والمشاهير في نشر الفوضى وتشكيل وعي المجتمع، معتبراً أن محاولة ربط الرسالة الإعلامية برسالة أخلاقية في بعض الأوساط باتت تواجه بالسخرية. وأكد أهمية دور الإعلام في توجيه المجتمع، داعياً إلى ما سمّاه “الإعلام الأبيض” الذي يستند إلى النيات الحسنة، ويرفض الشتائم، ويُبعد الأبناء عن مواقع التفاهة والسخف.
كما شدد على ضرورة الحفاظ على التماسك الأسري الذي يهدده إدمان المنصات الرقمية، وحثّ على توجيه مواقع التواصل لخدمة “كنوز العرب الحقيقية” بدل تبديدها في المحتوى الفارغ.
آليات أساسية
من جانبه، قدّم تكريتي عرضاً موسعاً حول أضرار مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها: إهدار الوقت، وقلة الحركة وما يترتب عليها من مشكلات صحية، وتشتت الانتباه، إضافةً إلى تراجع القدرات الفطرية للإنسان.
واستعرض ظواهر مثل “عقل القرد” الذي يتنقل سريعاً بين المثيرات فيفقد التركيز، و”تعفن الدماغ” الناتج عن الاستهلاك المفرط للمحتوى السطحي، مشيراً إلى أن اقتصاد جذب الانتباه يعتمد على ثلاث آليات أساسية: الخوارزميات، والتصفح اللامتناهي، والبث الليلي الذي يقلل النوم ويمنح ميزات لمقدّميه.
وفي الجانب الإيجابي، أشار تكريتي إلى أن مواقع التواصل يمكن أن تكون منبراً لتسويق الذات حين ترتبط القيمة بالمهارة والأثر، وأنها تتيح تبادل الآراء والثقافات بشرط وضوح الهدف لتجنب التشتت، إضافةً إلى ضرورة التوازن بين تدفق المعلومات والمخزون المعرفي.
الوطن