العناوين الرئيسيةسياسة

ازدواجية الصراخ والصمت

شهدت مدينة السويداء وريفها، مذ سعت المجموعات المسلّحة الخارجة عن القانون والتابعه لحكمت الهجري، سرقة المحافظة من محيطها الوطني، ورهنها إلى قوى خارجية، سلسلة أحداث أمنية خطيرة كشفت، عن جرائم واضحة قامت بها تلك المجموعات، تجاوزت حدود القانون والأعراف الاجتماعية.

غيضٌ من فيض تلك التجاوزات، ما أظهره شريط مصوّر من استهداف المسجد الكبير في مدينة السويداء من قبل مجموعات الهجري، حيث أُطلقت النار عشوائيّاً تُجاه المسجد باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة، عقب اشتباكات مع القوات الحكومية، ما يُشكّل اعتداءً صارخاً على رمز ديني ومجتمعي يُفترض أن يكون محميّاً من أي صراع، وتناقضاً مع الشعارات التي ترفعها تلك المجموعات حول “الدفاع عن الأرض والعرض”.

اللافت في الموضوع، والخطر في آن معاً، أن بعض الأصوات التي رفعت شعارات الاستنكار لحوادث أخرى في المحافظة التزمت الصمت أمام قصف المسجد، ما يكشف عن ازدواجية في التعاطي مع الأحداث تبعاً للانتماءات أو الحسابات السياسية، على حساب الموقف المبدئي الذي يُفترض أن يرفض جميع أشكال الاعتداء على المدنيين والمؤسسات.

تقارير أمنية وميدانية أكدت أن مجموعات الهجري تمارس ضغوطاً على الأهالي في بعض القرى، عبر نقاط مُسلّحة وعمليات تفتيش عشوائية وفرض إتاوات، وهو ما أسفر عن تراجع النشاط التجاري وخوف السكان من التنقل بين الأحياء.

هذه الممارسات، وفق مختصين، تسعى لترسيخ نفوذ أمراء المجموعات على حساب سلطة الدولة ومؤسساتها.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن أون لاين
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock