الأسعد لـ«الوطن»: دبلوماسية سوريا الجديدة تولد من رحم الثورة

أكد الكاتب والباحث منذر الأسعد، أن التحول الذي تشهده الدبلوماسية السورية اليوم، ليس حدثاً عابراً في سياق السياسة الخارجية، بل يمثل نقلة تاريخية حقيقية نقلت سوريا من مرحلة التشويه والعزلة جراء سياسات النظام البائد إلى مرحلة الحضور الإيجابي الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية.
وأوضح الأسعد في تصريح لـ”الوطن”، أن الدبلوماسية الحقيقية كانت غائبة في زمن النظام البائد الذي كان يتعامل مع الآخرين بأسلوب الابتزاز والبلطجة أو الصفقات، أما اليوم فقد أصبحت الدبلوماسية السورية منفتحة على الجميع، متصالحة مع ذاتها، ومبنية على التعاون والحوار بعيداً عن سياسات المحاور والاستقطابات، كما عادت دمشق إلى العالم بصورة مشرقة، لا بوصفها أزمة أو مأساة، بل كدولة حية تتحدث بثقة عن مستقبلها وتعبر عن أصالة الشعب السوري وتاريخه العريق، كما وصفها وزير الخارجية خلال مقابلته أمس مع قناة الإخبارية السورية.
ولفت الباحث إلى أن ما يميز الدبلوماسية السورية الجديدة أنها تعبر عن واقع الشعب السوري وطموحاته، فهي لم تأت من قصور السلطة بل من رحم الثورة والمعاناة، لذلك فهي تفهم جيداً معنى الكرامة والسيادة والاستقلال الوطني، ومن هذا الفهم انطلقت نحو إصلاح العلاقات مع الجوار العربي والإقليمي، وبناء الثقة مع العالم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لا على أساس الخضوع أو الانعزال.
وأشار الأسعد إلى أنه رغم الإرث الثقيل الذي خلفه النظام البائد وكان أحد أكبر التحديات أمام هذه الدبلوماسية، حيث ارتبط اسم سوريا لسنوات طويلة بسياسات المخدرات والكبتاغون، وحول علاقاتها إلى شبكة من الصفقات والابتزازات، إلا أن الجهود الدبلوماسية لسوريا الجديدة، نجحت في تجاوز هذه الصورة، فأصبحت سوريا تُذكر اليوم في المؤتمرات الدولية كدولة تتطلع إلى المستقبل وتعمل بإصرار على بناء السلام وإعادة الإعمار.
وشدد الباحث على أن مشاركة سوريا الأخيرة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثمانين، شكلت باكورة الانتصار السياسي بعد إسقاط النظام البائد، وفق توصيف الوزير الشيباني، حيث كانت لحظة فارقة في استعادة سوريا لمكانتها الدولية للمرة الأولى منذ عقود.
واعتبر الأسعد أن الدبلوماسية السورية أصبحت اليوم الخط الدفاعي الأول عن المصالح الوطنية، وركناً أساسياً في إعادة الإعمار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهي دبلوماسية تعمل بهدوء وثبات، تفتح الأبواب ولا تغلقها، وتبحث عن النجاح لا عن العداء، مشيراً إلى أن أكثر ما يلفت في أداء الدبلوماسية السورية الجديدة أنها تتحرك بلا أوهام وبلا استقطاب، ولا تدخل في لعبة المعسكرات التي أرهقت المنطقة لعقود، بل تفتح أبوابها للجميع، وتتعامل بندّية واحترام، وتنطلق من مبدأ أن مصالح سوريا فوق كل المحاور.
الوطن