العناوين الرئيسيةسياسة

الأسعد لـ”الوطن”: قمة بيليم ورفع العقوبات… بداية صفحة جديدة في الدبلوماسية السورية

اعتبر الكاتب والباحث الإعلامي منذر الأسعد أن قرار مجلس الأمن امس، رفع العقوبات المفروضة على الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، يشكل لحظة مفصلية في مسار التحوّل الذي تشهده سوريا على المستويين الإقليمي والدولي.

وأوضح الأسعد في تصريح لـ”الوطن”، أن القرار الذي حظي بتأييد 14 دولة وامتناع الصين، يعكس بوضوح أنّ المجتمع الدولي بدأ يتعامل مع دمشق بوصفها فاعلاً محورياً قادراً على الإسهام في معالجة التحديات الإقليمية والدولية، لا كدولةٍ معزولة كما حاولت بعض القوى أن تصورها لعقود.

وأشار الأسعد إلى أن القرار يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، ومقدمة لمرحلة جديدة من الحوار والتفاهم، كما وصفه الرئيس الشرع في مقابلته مع “الشرق الأوسط” اليوم، خصوصاً مع الولايات المتحدة التي يستعد لزيارتها الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

ورأى الباحث الإعلامي أن هذا التصريح لا يمكن قراءته بمعزل عن التحوّلات الأعمق في السياسة السورية الجديدة التي قامت على مبدأ الانفتاح المتوازن والندية في العلاقات الدولية، بعيداً عن الاستقطابات القديمة التي اتبعها النظام البائد وأرهقت البلاد والمنطقة.

ولفت الأسعد إلى أن دلالة هذا القرار تتجاوز البعد الشخصي أو الرمزي لرفع العقوبات، لتكرّس عملياً عودة سوريا إلى المشهد الدولي لاعباً موثوقاً في ملفات البيئة والطاقة والأمن الإقليمي، مبيناً أن مقابلة الرئيس الشرع تزامنت مع مشاركته في قمة المناخ “كوب 30” بمدينة بيليم البرازيلية، حيث كانت كلمته هناك انعكاساً واضحاً لرؤية سوريا الجديدة التي تجمع بين الواقعية السياسية والمسؤولية العالمية في القضايا المشتركة.

وأوضح الأسعد أن الرئيس الشرع تحدث في القمة عن التزام سوريا بمواجهة التغير المناخي، وعن ضرورة أن يكون الحل بيئياً وتنموياً في آنٍ، بما يعكس وعياً دبلوماسياً متقدماً لطبيعة الدور الذي يمكن أن تؤديه دمشق في محيطها وخارجه، لافتا إلى أن حركة الدبلوماسية السورية صاغت توازنات جديدة وأكدت أن سوريا باتت اليوم لاعباً مؤثرا على الخريطة الإقليمية والدولية.

وأشار الأسعد إلى أن سوريا الجديدة تسعى لإقامة علاقات دولية متوازنة بين الشرق والغرب، رغم امتناع الصين عن التصويت في مجلس الأمن أمس لمصلحة القرار الأمريكي، متذرعة بهواجس أمنية بعيدة عن المنطق.

وأوضح الكاتب أن الرئيس الشرع أراد من خلال تصريحاته في المقابلة وكلمته في القمة، أن يوجّه رسالة واضحة للعالم مفادها أنّ سوريا تدخل مرحلة جديدة من الشراكة والانفتاح، وأنها لم تعد موضوعاً للنقاش، بل طرفاً فاعلاً في صياغة السياسات، كما أن قرار مجلس الأمن يعد بداية مرحلة تتطلب كثيراً من العمل لترسيخ حضور سوريا في النظام الدولي الجديد، الذي تتشكل ملامحه اليوم.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock