العناوين الرئيسيةسياسة

الأطرش لـ”الوطن”: خريطة الطريق هدفها دمج السويداء في مؤسسات الدولة وإنهاء حالة العزلة والتمرد المحلي

قال الباحث السياسي في الشأن السوري رضوان الأطرش إنه يمكن النظر إلى خريطة الطريق الثلاثية التي أعلنتها وزارة الخارجية بشأن السويداء من عدة زوايا سياسية وأمنية واجتماعية، ولكل منها دلالات واضحة.
وأشار الأطرش في تصريح خاص لـ”الوطن” أن من بين الدلالات السياسية تلك، اعترافاً رسمياً بالأزمة، فالإعلان بلسان وزير الخارجية أسعد الشيباني يشير إلى أن دمشق لم تعد تعتبر ما يجري في السويداء مجرد “اضطرابات محلية”، بل أزمة سياسية–اجتماعية تستلزم معالجة استثنائية.
وأوضح انه ثاني الدلالات هو البُعد الدولي والإقليمي، حيث إن إدخال الأردن والولايات المتحدة في الخطة يعكس رغبة الحكومة في إضفاء شرعية دولية وضمان دعم سياسي لهذه المبادرة وحل الأزمة ضمن السياق السوري، وثالثاً هي رسالة طمأنة للأقليات، من خلال الالتزام بمكافحة خطاب الكراهية وسَنّ تشريعات تجرّم التمييز، وهي محاولة لإعادة كسب ثقة المكوّن الدرزي الذي شعر بالعزلة في السنوات الماضية.
وقال هناك دلالات أمنية، عبر ذلك، أولاً: سحب المقاتلين المدنيين، وهي خطوة أساسية تهدف إلى إنهاء ظاهرة الفصائل المحلية المسلحة، وتحويل السلاح إلى الدولة وحدها، مع ضمان عدم عودة الفوضى عبر نشر شرطة “مؤهلة ومنضبطة”، وثانياً: اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإدخال طرف محايد في ملف المختطفين والمحتجزين يهدف إلى تخفيف التوترات ومنع الثأر، وإعطاء صورة إنسانية للإجراءات الحكومية، وثالثاً: التنسيق مع الأردن، يحمل بعداً حدودياً أيضاً، فالأردن معني بمنع امتداد الفوضى عبر حدوده الشمالية، وبالتالي له مصلحة مباشرة في استقرار السويداء.
وبين أن من بين تلك الدلالات دلالات اجتماعية، تمثلت أولاً: من خلال مجلس محلي تمثيلي، وهو محاولة لخلق صيغة شبه لا مركزية، تُشرك أهالي السويداء في الإدارة اليومية من دون أن تصل لمرحلة الانفصال أو الفدرلة، وثانياً: مصالحة وطنية برعاية ثلاثية، وهو إقرار ضمني بأن الشرخ المجتمعي بين السويداء والعشائر البدوية يحتاج إلى رعاية وضمانات خارجية حتى تُبنى الثقة، وثالثاً: إعادة الإعمار والخدمات، من خلال ربط الملف الاجتماعي بالاقتصادي عبر إعادة بناء القرى المتضررة وضمان عودة الأسر النازحة.
وقال الأطرش إن:” الهدف المأمول، هو إعادة دمج السويداء في مؤسسات الدولة، وإنهاء حالة العزلة والتمرد المحلي، وتقديم نموذج ناجح يمكن أن يُعمّم لاحقاً على مناطق أخرى تشهد توترات أو نزعات لا مركزية.
وتابع:”المأمول من الخطة ايضاً
فتح نافذة للتعاون مع واشنطن والأردن في ملف إنساني–تنموي قد يُخفف من الضغوط السياسية والعقوبات” .
وشدد الأطرش على أن النجاح مرهون بمدى قدرة الدولة على تطبيق البنود بحياد وبلا انتقائية، وخاصة ضمان سحب السلاح من أيدي المجموعات المحلية فعلاً، وجدية الدولة في محاسبة الانتهاكات، لا الاكتفاء بوعود شكلية، والتزام واشنطن وعمّان بتمويل مشاريع الإعمار، وعدم ترك الخطة حبراً على ورق.
وختم الأطرش: “إن تحقق ذلك، فقد تكون السويداء محافظة سورية تدخل في مرحلة “تسوية ما بعد الحرب”، لكن إن تخلّف طرف واحد عن التزاماته، فالمخاطر كبيرة بعودة التوتر وربما انفجار جديد”.

منذر عيد

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن أون لاين
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock