الإيطالي كوردوني نائباً للمبعوث الخاص إلى سوريا.. مصادر دبلوماسية لـ”الوطن”: مباحثات في الأمم المتحدة لتعيين خليفة لبيدرسن

بينما أعلنت الأمم المتحدة، أن الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، عيّن الإيطالي كلاوديو كوردوني نائباً للمبعوث الخاص إلى سوريا على أن يبدأ مهامه بداية العام المقبل، كشفت مصادر دبلوماسية لـ”الوطن” أن أروقة الأمم المتحدة تشهد مباحثات لتعيين مبعوث أممي جديد إلى سوريا خلفاً للمبعوث السابق غير بيدرسن الذي انتهت مهامه.
وذكرت الأمم المتحدة في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء وتلقت “الوطن” نسخة منه، أن غوتيريش، أعلن تعيين كلاوديو كوردوني من إيطاليا نائباً جديداً للمبعوث الخاص إلى سوريا، خلفاً للسيدة نجاة رشدي من المغرب.
وأوضح البيان أن كوردوني سيبدأ مهامه نائباً للمبعوث الخاص في 1 كانون الثاني 2026.
كوردوني في سطور..
بحسب البيان يتمتع كوردوني بخبرة تمتد أربعين عاماً في العلاقات الدولية وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وقد شغل منصب نائب الممثل الخاص للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) منذ عام 2022، حيث أشرف أيضاً على جهود الأمم المتحدة لمعالجة مصير الأشخاص المفقودين في حرب الخليج 1990-1991.
قبل ذلك، شغل كوردوني منصب مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في لبنان (2017-2022)، حيث شغل أيضاً فترةً وجيزةً منصب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية المؤقت.
كما شغل كوردوني منصب مدير قسم حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وسيادة القانون في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) (2013-2017)، وممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في ليبيا.
عمل كوردوني أيضا مع المركز الدولي للعدالة الانتقالية (ICTJ)، وقضى أكثر من 25 عاماً مع منظمة العفو الدولية في مناصب متعددة، بما في ذلك فترة ستة أشهر كأمين عام مؤقت عام 2010.
ومن عام 1997 إلى عام 1998، شغل منصب رئيس مكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك (UNMIBH).
كوردوني حاصل على ماجستير في القانون من جامعة سابينزا بروما، إيطاليا، وماجستير في الآداب في الدراسات العربية من جامعة جورج تاون بواشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية. وإلى جانب لغته الأم الإيطالية، يتحدث الإنجليزية والفرنسية والعربية.
مباحثات لتعيين خليفة لبيدرسن..
على خط مواز، كشفت مصادر دبلوماسية لـ”الوطن” أن “أروقة الأمم المتحدة تشهد حالياً مباحثات لتعيين مبعوث أممي جديد إلى سوريا خلفاً لغير بيدرسن الذي انتهت مهامه”.
ولم تذكر المصادر تفاصيل إضافية حول أسماء الشخصيات التي يتم تداولها خلال المباحثات لخلافة بيدرسن.
لكن سبق لتقارير صحافية أن تحدثت في أيلول الماضي عن أسماء كثيرة متداولة لخلافة بيدرسن أبرزها، مبعوث الأمم المتحدة في العراق العماني محمد حسان، مبعوث الأمم المتحدة لليمين السويدي هانس غوتينبرغ، الأمين العام المساعد للجامعة العربية المصري حسام زكي، وزير خارجية الأردن السابق ناصر الجودة، مشيرين إلى أسماء أخرى يمكن أن تطرح باللحظة الأخيرة.
ولفتت المصادر ألى الولايات المتحدة الأميركية وقفت ضد تعيين محمد حسان لأنه “قريب من إيران”.
دمشق لديها مرشحون..
ولفتت المصادر حينها إلى أن دمشق تصر على أن تكون لها كلمة في تعيين المبعوث الأممي الخاص الجديد إلى سوريا، والذي يعينه غوتيريش بالتشاور مع الأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن.
وذكرت أن غوتيريش قرر نقل مكتب المبعوث من جنيف إلى دمشق، مشيرة إلى أن دمشق غير متحمسة لذلك قبل تعيين المبعوث الجديد.
وأوضحت المصادر آنذاك أن غوتيريش يبحث عن خليفة لغير بيدرسن، لافتة إلى أن دمشق لديها مرشحون، وأن هناك دولاً تفكر في قرار دولي جديد خاص بسوريا بدل القرار 2254 يعكس الواقع الجديد في سوريا بعد الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد في الثامن من كانون الأول العام الماضي.
يذكر أن بيدرسن أعلن في 18 أيلول الماضي خلال اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا تقديم استقالته بعدما أمضى سبع سنوات تقريباً في هذا المنصب، وقد قبل الأمين العام للأمم المتحدة الاستقالة.
وتم تعيين بيدرسن (69 عاماً)، الذي شغل مناصب دبلوماسية لعقود بالأمم المتحدة وبلاده النرويج، مبعوثاً أممياً خاصاً إلى سوريا في العام 2018، بعد سبع سنوات من شن النظام البائد حربه على الشعب السوري.
وتم تكليف بيدرسن بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي كان يهدف إلى إيجاد حل سياسي بين حكومة نظام الأسد البائد والمعارضة السورية لكن الجهود الرامية للتوسط في حل تعثرت مراراً.
وجاء تعيين بيدرسن حينها عقب انتهاء مهمة سَلَفه الإيطالي السويدي ستيفان دي ميستورا، الذي أمضى في المنصب 4 سنوات من دون إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية.
الوطن