محلي

التعلم المتكامل وللعام الثاني عالتوالي يسير بخطا ثابتة نحو المسار الصحيح ونتائجه تُسجّل حسنات لثقافة الحسكة

تسير تجربة التعلّم المتكامل بخطا ثابتة وموزونة نحو الأمام وللعام الثاني على التوالي، وهي التي تعتبر ثمرة تعاون مثمر وخطوة بناءة نحو المسار الصحيح بين وزارة الثقافة ومنظمة الطفولة والأمومة “يونيسف”، التي بدورها رفعت كتفاً عن التعليم الحكومي الذي أصبح دون مستوى العرض والجدوى المرجوة والمأمولة منه في محافظة الحسكة، وفي ظل وجود التعليم الخاص والمعاهد المخبرية على الضفة الأخرى بأسعار سياحية فارهة، فأصبحت مسألة التعلّم المتكامل خطوة يُشار إليها بالبنان وتُسجّل حسنات لثقافة الحسكة التي بدورها قامت على استهداف التلاميذ فاقدي التعلّم من المتسرّبين من المدارس وسواهم من الذين أغلقت مدارسهم بالقوة في المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية، والأطفال المقيمين مع أسرهم في مخيمات اللجوء الإنساني في ريف المحافظة القريب من المدينة.

وبيّن مدير ثقافة الحسكة عبد الرحمن السيد في تصريح خاص لـ “الوطن أون لاين”: أن هذا المشروع التعليمي الذي يُعد ثمرة تعاون مشترك بين وزارة الثقافة ومنظمة “اليونيسف” الأممية، يأتي لمعالجة وضع تلاميذ وطلاب المدارس الذين حُرموا من التعليم في ظل الظروف الراهنة التي تمر على البلد، بعد أن قامت ميليشيا “قسد” المرتهنة للمحتل الأميركي بإغلاق مدارسهم الحكومية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها بالقوة، ونتيجة للاختناقات الطلابية في المدارس الحكومية المفتتحة داخل أحياء وسط المدينة، ما دفعنا إلى استقطاب كل من تسرّب من التعليم ولم يلتحق بالمدرسة لمواصلة تعليمه الابتدائي والأساسي من الصف الأول وحتى الصف التاسع وفق المناهج التربوية الحكومية الرسمية المعتمدة في سورية.

وأشار السيد إلى أن المشروع يقدم دروس تقوية لطلاب شهادة التعليم الأساسي، من خلال مدرسين مختصين ولجميع المواد الدراسية، موضحاً أنه تم استقطاب التلاميذ والطلاب واحتوائهم من خلال أربع قاعات صفية من ضمنها قاعة للمعلوماتية، ليصل عدد التلاميذ الدارسين اليوم في المركز إلى نحو ٤٣٤ تلميذاً وتلميذة وطالباً وطالبة، موضحاً أنه تم اعتماد الدوام الدراسي “صباحي- مسائي” أسوة بالدوام المدرسي لدى مدارس التربية، بحيث يكون الدوام للتلاميذ والطلاب مغايراً لموعد دوامهم في مدارسهم الحكومية، من الذين يتبعون لدينا دورات تقوية في عدد من مواد المنهاج، ولاسيما طلاب شهادة التعليم الأساسي، في ظل وجود المعلمين والمدرسين المختصين من ذوي الخبرة والكفاءة المطلوبة، مؤكداً أن نجاح المشروع حددته النتائج الامتحانية لطلاب شهادة التعليم الأساسي التي صدرت في نهاية الامتحانات الماضية، والتي تساوت نسبتها في النجاح مع نسب الطلاب النظاميين في المدارس الحكومية، بالرغم من التحاق طلاب شهادة التعليم الأساسي قبل شهر واحد فقط من بدء العملية الامتحانية، بدليل نجاح ٩٠ طالباً من أصل ١٥٠ متقدماً للامتحانات.

ولفت مدير الثقافة إلى أن هناك نشاطاً موازياً للمشروع تحت عنوان التدريب أو التعلّم باللعب، من خلال المهارات الذاتية للتلاميذ والطلاب في جوانب ومجالات الرياضة والموسيقا والغناء وقراءة القصص ومتابعة عروض مسرح خيال الظل، إضافة إلى النشاط الزراعي من خلال التدريب على زراعة الحدائق المنزلية للتلاميذ من الصف الرابع وحتى الصف التاسع، الذين تم استثمارهم في التعليم لزراعة المساحات الخالية في مبنى مديرية الثقافة، عملاً بتوجيهات رئاسة مجلس الوزراء لزراعة واستثمار الشواغل من المساحات الخالية من الشواغل في المباني والمؤسسات الحكومية للاستفادة منها وزراعتها ولاسيما بالخضراوات المتنوعة، وهي رسالة لجميع مؤسسات الدولة بالمحافظة للحذو حذوها في هذا السياق، مؤكداً ضرورة رفد قاعات مشروع التعلّم المتكامل بالدعم اللوجيستي من خلال المنظمات الدولية في ظل ظروف الطقس الشديدة الحرارة في فصل الصيف والبرودة في فصل الشتاء، والعمل على تأمين أجهزة للتكييف والتدفئة وتشغيلها عبر الطاقة البديلة، إضافة إلى دعم المشروع بالقرطاسية الكاملة ورفد التلاميذ بالمتممات الغذائية، الذين يشكل كل منهم أسرة متكاملة إن كان على مستوى الأرياف أو الأحياء الفقيرة أو من المقيمين في المخيمات مع أسرهم، مع لحظ الصيانة المستمرة لكل ما هو مرتبط بعمل المشروع بشكل دوري وليس لمرة واحدة.

الوطن أون لاين – دحام السلطان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock