العناوين الرئيسيةمنوعات

الدراما السورية.. استعادة المكانة وزخم الإنتاج رغم التحديات

بعد سنوات من المعاناة، تعود الدراما السورية لتؤكد حضورها القوي على الساحة الفنية العربية، مستعيدة مكانتها كإحدى أبرز الصناعات الثقافية في المنطقة. ومع بداية مرحلة جديدة واستعادة الاستقرار النسبي بعد تحرير سوريا من النظام البائد، بدأت مؤشرات النهوض تظهر بوضوح، لا سيما في القطاع الدرامي، الذي لطالما شكّل مرآة للواقع السوري وحافظ على هوية فنية وثقافية متميزة.

وتقف الدراما السورية اليوم على أعتاب نهضة جديدة، تستمد قوتها من تاريخها العريق، ومن جمهور واسع لا يزال يتابعها بشغف. ومع الاستقرار الأمني النسبي، ودعم الدولة متمثلة باللجنة الوطنية للدراما للمشاريع الفنية، من المتوقع أن تعود سوريا لتكون أحد أهم مراكز الإنتاج الدرامي في العالم العربي، من ناحية الكم من جهة، ومن حيث التأثير الثقافي والإنساني من جهة ثانية.

لا يمكن إنكار التحديات التي ما زالت تواجه الدراما السورية، سواء على صعيد التمويل، أم تسويق الأعمال، إلا أن الإصرار على الإنتاج، ووجود جيل جديد من الكتّاب والمخرجين، إلى جانب عودة بعض الأسماء اللامعة من النجوم السوريين، كل ذلك يشير إلى مرحلة جديدة عنوانها التجديد.من دون التفريط بالأصالة.

السوق الدرامية

تشير التوقعات إلى أن الموسم الدرامي المقبل سيشهد إنتاج ما لا يقل عن 15 مسلسلاً سورياً، وهو رقم يعكس تعافي قطاع الإنتاج وتزايد الثقة بالسوق الدرامية.

وتتنوع هذه الأعمال بين الدراما الاجتماعية، والتاريخية، والبيئة الشامية، إضافة إلى مسلسلات تتناول الواقع السوري، وما خلّفته من تحولات اجتماعية ونفسية وسياسية.

هذا الزخم الإنتاجي لا يقتصر فقط على الكم، بل يترافق مع اهتمام متزايد بجودة النصوص، واختيار الممثلين، وتطوير تقنيات التصوير والإخراج، بما يجعل الأعمال السورية قادرة على المنافسة على المستوى العربي، بل وحتى العالمي.

الهوية الثقافية

ما يميز الدراما السورية هو محافظتها على الهوية الثقافية والاجتماعية الخاصة بها. ورغم تأثرها بالظروف السياسية والاقتصادية، لم تنجر إلى التكرار أو الاستسهال، بل ظلت وفية لقضايا المجتمع السوري والعربي، وعالجت مواضيع حساسة بروح نقدية وجرأة فكرية.

ولا تزال أعمال البيئة الشامية تجد جمهوراً واسعاً، رغم النقاشات حول مدى واقعيتها، على حين تسعى الدراما الاجتماعية إلى كسر التابوهات ومواكبة المتغيرات، مع التركيز على قضايا الشباب.

الوطن – وائل العدس

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock