الذهب يتألق: هل يحقق 4000 دولار ويعيد تشكيل النظام المالي العالمي؟ أكاديمي يجيب!

في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها النظام المالي العالمي، يتجلى دور الذهب ملاذاً آمناً في مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية. بينما يعاني الدولار الأميركي من تراجع الثقة، يواصل الذهب صعوده، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد العالمي. يتناول هذا المقال الأسباب وراء هذا التحول، والتوقعات المتعلقة بأسعار الذهب وتأثيرها في النظام المالي.
الدكتور عبدالرحمن محمد نائب عميد كلية الاقتصاد في جامعة حماة قال:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولات جذرية في النظام المالي العالمي، فقد بدأ الذهب يكتسب زخماً كبيراً كملاذ آمن، بينما يعاني الدولار الأميركي من تراجع في الثقة نتيجة عوامل اقتصادية وجيوسياسية. وهذه الديناميكية دفعت العديد من الخبراء للتنبؤ بوصول أسعار الذهب إلى مستويات قياسية تصل إلى 4000 دولار للأونصة في المستقبل القريب.
واستعرض أستاذ الاقتصاد الأسباب الرئيسة لذلك، فبرأيه تعود إلى تراجع الثقة بالدولار وسندات الخزينة الأميركية، فلأول مرة منذ 29 عاماً، تجاوزت احتياطيات المصارف المركزية من الذهب احتياطياتها من سندات الخزينة الأميركية…. هذا التحول يعكس تراجع الثقة بالدولار، الذي كان يُعتبر لعقود رمزاً للأمان المالي. وإن الأسباب الرئيسة لهذا التراجع تشمل التوترات الجيوسياسية والتجارية واستخدام الدولار سلاحاً في العقوبات الاقتصادية دفع الدول إلى البحث عن بدائل ، إضافة لارتفاع مستويات الديون الأميركي ما أدى إلى قلق متزايد بشأن قدرة الولايات المتحدة على إدارة ديونها، والتحوط ضد الدولار في ظل تحول عالمي في كيفية تخزين الدول لثرواتها بعيداً عن الدولار.
ومن الأسباب براي محمد الطلب المتزايد على الذهب، فأسعار الذهب تجاوزت 3500 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ، بزيادة بلغت 34% منذ بداية العام. هذا الأداء القوي مدفوع بعوامل مثل شراء البنوك المركزية: استمرار الطلب من البنوك المركزية يعزز الأسعار. والتوترات الجيوسياسية، فالذهب يُعتبر ملاذاً آمناً في ظل الأزمات العالمية، إلى جانب السياسات النقدية الأميركية، فتوقعات خفض الفائدة الأميركية تزيد من جاذبية الذهب.
متى يصل الذهب إلى 4000 دولار؟
ولفت محمد إلى أن جي بي مورجان يتوقع أن يصل الذهب إلى 4000 دولار بحلول الربع الثاني من عام 2026.. وغولدمان ساكس تشير التوقعات إلى وصول الذهب إلى هذا المستوى بحلول منتصف عام 2026، مدفوعاً بالطلب القوي من المصارف المركزية.
وحول تأثير ذلك في الاقتصاد العالمي يرى أستاذ الاقتصاد أنه يسهم في إعادة تشكيل النظام المالي العالمي، فتراجع هيمنة الدولار قد يؤدي إلى تعزيز نفوذ عملات أخرى مثل اليوان الصيني والروبية الهندية، ما يسرّع في إعادة تشكيل النظام المالي العالمي بعيداً عن الهيمنة المطلقة للدولار.
وحذر محمد من كارثة محتملة لأميركا مع تراجع الثقة بالدولار، ستضطر الولايات المتحدة إلى رفع عوائد سنداتها لجذب المستثمرين، ما يزيد من تكلفة الديون ويضع ضغطاً إضافياً على الاقتصاد الأمريكي.
وختم بالقول: كرأي أكاديمي اقتصادي، الذهب يواصل صعوده كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، بينما يعاني الدولار من تراجع في الثقة العالمية.
وبصراحة نتيجة استمرار الطلب القوي من المصارف المركزية وتزايد المخاوف بشأن الاستقرار المالي، يبدو أن مستويات 4000 دولار للأونصة ليست بعيدة المنال، ما قد يعيد تشكيل النظام المالي العالمي في السنوات القادمة.
محمد راكان مصطفى – الوطن