السوداني: العراق ينأى بنفسه عن اصطفافات المحاور.. ماكرون: حل أزمات العراق وسورية ولبنان يتطلب أجندة تعاون صادق بين الدول المعنية

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في كلمة له في مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة الذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان، نأي بلاده عن اصطفافات المحاور وأجواء التصعيد، ورفضه التدخل بشؤونه الداخلية ومسَّ سيادته، في حين أوضح ملك الأردن عبدالله الثاني إيمان بلاده بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام العادل والشامل، على حين شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن أزمات العراق وسورية ولبنان تتطلب لحلّها أجندة تعاون صادق بين الدول المعنية، بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، دعم بلاده عراقاً موحداً ومستقراً ومتطوراً.
وحسب وكالة «واع» أعرب رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن التقدير العالي للمشاركين في قمة بغداد الثانية، قائلاً: إننا نجتمع في عمان ونأمل المضي نحو تعزيز العلاقات وتطويرها».
وأوضح أن فكرة تأسيس مؤتمر بغداد تنطلق من رغبة العراق لتعزيز الشراكة، مؤكداً أن العراق ينأى بنفسه عن اصطفافات المحاور وأجواء التصعيد وينشد سياسة التهدئة وخفض التوترات، كما يرفض التدخل بشؤونه الداخلية ومسَّ سيادته أو الاعتداء على أراضيه.
ولفت السوداني إلى أن حكومتنا تتبنى نهجاً منفتحاً يهدف لبناء شراكات إقليمية ودولية مبنية على المصالح المشتركة، داعياً الدول الشقيقة والصديقة إلى مساعدة العراق في استرداد أمواله المنهوبة والمهربة وتسليم المطلوبين الذين يتخذون من هذه الدول محل إقامة لهم.
بدوره، قال ملك الأردن عبدالله الثاني إن الاجتماع يمثل فرصة للبناء على مخرجات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي انعقد العام الماضي، وإعادة تأكيد دعمنا لجهود العراق في مواصلة مسيرته نحو التنمية والازدهار وتعزيز أمنه واستقراره واحترام سيادته.
وأكد أن الأردن يؤمن بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي، مضيفاً: نؤمن أيضاً أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل خدمة مصالحنا المشتركة، لضمان أمن العراق وازدهاره واستقراره وليكون ركناً أساسياً في منطقتنا».
من جهته قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته على هامش فاعليات المؤتمر: إيماناً من مصر بفوائد التعاون المتبادل البناء، فقد شاركنا مع العراق والأردن، في تدشين آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث، كأحد أطر العمل العربي المشترك الرامية إلى تحقيق التكامل على نحو يخدم مصالح شعوبنا الشقيقة، في ضوء ما يربطها من علاقات تاريخية وأخوية ووحدة مصير وأهداف مشتركة، وأجدد التأكيد في هذا الخصوص على عزمنا المضي قدماً في تنفيذ المشروعات المشتركة الجاري دراستها حالياً في إطار الآلية، بما يسهم في تحقيق التنمية المأمولة لشعوبنا، ويتيح المجال لهم للاستفادة المتبادلة من قدرات بعضها».
بدوره أكد رئيس الوزراء الكويتي أحمد نواف الأحمد الصباح أن المجتمع الدولي مهتم لاستقرار العراق، قائلاً: الدول العربية تدرك مكانة العراق وأهميته، وتسعى لاستعادة دور العراق الفاعل بالمنطقة.
ولفت إلى أن اتفاقية الربط الكهربائي مع العراق تعد مثالاً للسعي إلى استعادة دوره وأهميته، مشيراً إلى السعي لدعم العراق في جميع المجالات، وأمن البلدين لا يتجزأ، مؤكداً أن زيارة السوداني إلى الكويت لها دلالات واضحة على الحرص في تطوير العلاقات بين البلدين.
وعلى خط موازٍ أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال كلمته، أن بلاده تدعم عراقاً موحداً ومستقراً ومتطوراً، موضحاً أن انعقاد «مؤتمر بغداد2» يأتي دعماً للعراق، ومؤكداً دعم حكومة السوداني.
وأضاف: عملنا على تطوير العلاقات مع دول الجوار وبينها العراق، مبيناً أن العراق يؤدي دوراً مهماً في المنطقة، وأشاد بخطوات السوداني في إرساء السلام بالمنطقة.
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التزام فرنسا بدعم أمن وسيادة العراق، وقال في كلمته خلال المؤتمر: إذا أردنا ضمان استقرار العراق فعلينا حل المشكلات مع جيرانه، وهذه المنطقة تمتلك أجندة تجعلها تشترك في القرارات الدولية».
وحسب ما نقل عنه موقع «النشرة» اللبناني شدد ماكرون على أن أزمات العراق وسورية ولبنان تتطلب لحلّها أجندة تعاون صادق بين الدول المعنية.
وجدد البيان الختامي للمؤتمر جهود العراق لترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات وتحقيق التنمية الشاملة والعمل على بناء التكامل الاقتصادي.
وذكرت «واع» أن المشاركين شددوا على أن انعقاد هذا المؤتمر في دورته الثانية يعكس الحرص على دعم دور العراق المركزي في توسعة التعاون الاقتصادي الإقليمي، وفي بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي، ما يسهم في جهود إنهاء التوترات، وبناء علاقات إقليمية بناءة تحقق النفع المشترك.
وأكد المشاركون أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الإقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار سبيلاً لحل الخلافات، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء.
واستعرض المشاركون انعكاسات الأزمات الإقليمية والدولية على العراق والمنطقة، وأكدوا أن تجاوزها يستوجب تعاوناً إقليمياً شاملاً، ومقاربات ومعالجات اقتصادية وسياسية جادة وفاعلة تعكس المصالح المشتركة، وتدعم العملية التنموية في العراق وتسهم في عملية التنمية الإقليمية.
وكالات