السوريون في مهرجان «كان» السينمائي

على الرغم من حالات التخبط التي عاشتها سوريا والمنطقة، فإن حركة الفن لم تتوقف ولا عجلة الإبداع، وكان السوريون يحملون فنهم ورسالتهم إلى كل بقاع الأرض، فشاركوا في مهرجانات عالمية وإقليمية، وتألقوا بإبداعهم، وكان ضمن قائمة 101 الأكثر تأثيراً في السينما العربية خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي، قد لمع نجم اسمين سوريين بسبب إسهاماتهما الفنية والغنية بصناعة السينما.
الاسم الأول هو أمير فخر الدين، وهو كاتب ومخرج سوري مقيم في ألمانيا، ولد في كييف سنة ١٩٩١ لوالدين سوريين من هضبة الجولان المحتلة.. عرض فيلمه الأول “الغريب” للمرة الأولى في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي وحصد جائزة أفضل فيلم،
كما حصل على عدة جوائز وتكريمات في عدة مهرجانات عالمية، علاوة على أن فيلمه «الغريب» ترشح لجائزة الأوسكار عام 2022.
وقد اختير فخر الدين أيضاً ضمن قائمة أفضل 14 اسماً باختصاص الإخراج وصناعة الأفلام ، وعلى الرغم من أن نتاجه الفني قليل إلا أن فيلمه «الغريب» شكّل انطلاقة مهمة وقوية ليتبعه بفيلمه الثاني «يونان» الذي احتضن الكثير من الأسماء الفنية من مختلف دول العالم، معززاً بذلك حضوره ومرسلاً اسمه إلى الفضاء الواعد، ويعمل فخر الدين مؤخراً على فيلمه الثالث «البيت».
أما الاسم الثاني فهو عروة نيربية الذي يعمل في إنتاج الأفلام الوثائقية، وهو من مواليد 1977 تخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وعمل مخرجاً وممثلاً وكاتباً ومؤسساً لمهرجان أيام سينما الواقع العالمي للأفلام الوثائقية في سوريا ومدير مهرجان دوكس بوكس في سوريا، كما لعب الدور الرئيسي في “باب الشمس” ليسري نصرالله، وعمل مخرجاً مساعداً في عدد من الأفلام الروائية السورية.
وتضمن المهرجان لهذا العام في دورته ال78 الكثير من الأشخاص والجهات العاملة في صناعة السينما من مختلف دول العالم لتشمل هذه المجموعة المنتجين والمخرجين والكتّاب والممثلين والموزعين والفنيين وغيرهم، وقد كان للبلدان العربية نصيب مهم وحضور لافت في هذه المشاركات.
يذكر أن مهرجان «كان› يقام في شهر أيار من كل عام منذ أن تأسس في 1946 في مدينة كان الفرنسية، وهو معني بالاحتفاء بصناعة السينما في مختلف دول العالم ويقدم الكثير من الجوائز التي تمنح لأفضل الأفلام وأفضل المخرجين وأفضل سيناريو وأفضل ممثل وممثلة وغيرها من الجوائز التي تثمّن عمل الفن والفنانين وتقدر مجهودهم وتسلط الضوء على إبداعهم.
مصعب أيوب