الشيباني وأبو قصرة في موسكو.. تجاوز لعقود الهيمنة والوصاية

تعكس الزيارة التي يقوم بها كل من وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني ووزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة إلى روسيا والتي تعد التطور الأبرز في العلاقة بين دمشق وموسكو منذ تسلم القيادة السورية الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع لمقاليد الحكم في البلاد، حنكة هذه القيادة في إعادة بناء علاقات سوريا مع الدول على أسس جديدة قائمة على السيادة الوطنية والعدالة والاحترام المتبادل.
صحيح أن روسيا كانت الداعم الأبرز لنظام بشار الأسد المخلوع في حربه على الشعب السوري التي استمرت نحو 14 عاماً، ولكن القيادة السورية الجديدة التي تبذل جهوداً دؤوبة إلى إعادة إعمار البلاد، منذ تسلمها لمقاليد الحكم في البلاد، تسعى أيضا من خلال سياستها الرشيدة والمتزنة إلى تغيير نمط العلاقات الذي كان قائماً مع دول مثل روسيا في حقبة الأسد البائد ليصبح قائماً على الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية والمصالح المشتركة.
أكثر ما دل على حنكة القيادة السورية في إعادة بناء علاقاتها مع الدول ، ما قاله الرئيس الشرع في وقت سابق إن روسيا دولة مهمة وهي ثاني أقوى دولة في العالم، وتربطنا بها مصالح إستراتيجية عميقة، وهو ما قابله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإيجابية في رسالة وجهها إلى الشرع، في آذار الماضي، بإعلان استعداد بلاده لـتطوير التعاون العملي مع السلطات السورية الجديدة في كل المجالات، بينما قال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الرسالة حملت تأييداً لجهود القيادة السورية الموجهة نحو تحقيق الاستقرار السريع للوضع في البلاد بما يخدم ضمان سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها.
ومما لا شك فيه أن التحولات التي شهدتها ولا تزال تشهدها سوريا منذ تسلم القيادة الجديدة لمقاليد الحكم بعد إسقاط النظام السابق تعكس رغبة القيادة والحكومة والشعب في تجاوز عقود الوصاية والهيمنة الدولية والحرب والقمع والدمار، وبنفس الوقت تسعى من خلالها إلى أن يكون لها دور جديد فاعل في المجتمع الدولي.
الزيارة اليوم إلى موسكو تحمل في طياتها رسائل سورية مهمة في مقدمتها الرغبة بفتح قنوات تواصل مع روسيا، لكن دون أي تنازل عن حقوقها السيادية، وأن دمشق ترى أهمية في الحفاظ على علاقات وثيقة ومستقرة مع موسكو في المرحلة المقبلة، عنوانها الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية والمصالح المشتركة.
الوطن