العناوين الرئيسيةسورية

الكرة بملعب “قسد” والخيارات المتاحة تزداد صرامة.. الاندماج أو العزلة والميدان

يبدو أن الاجتماع الذي عقد أمس الأربعاء بدمشق، بين مسؤولي الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بحضور المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك، لم يسفر عن نتائج تذكر ولم يحقق النتائج المرجوة منه، رغم الانفتاح الكبير الذي أبدته الحكومة بخصوص دمج “قسد” بمؤسسات الدولة السورية.

الإعلامي جمعة الجاسم رأى في تصريح لجريدة “الوطن”، أن هذه الجولة انطلقت بعد ضغط دولي متزايد على “قسد” وتقليص الوجود العسكري الأميركي، إضافة إلى وجود تنسيق بين واشنطن وأنقرة ودمشق، مبيناً أنه كان يفترض أن تكون نتائج هذه الجولة ممهدّة لصيغة تسوية توافقية تجمع بين سيادة الدولة ووحدة الأراضي، مقابل اعتراف بحقوق إدارية محلية ودمج تدريجي لقوات “قسد”، بضمانات أميركية وفرنسية.

وأوضح الجاسم أن تعنت “قسد” بطموحاتها الانفصالية ومراهنتها على الخارج، أفشل المباحثات في تحقيق أي تقدم ملموس، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متصاعدة من التوتر في مناطق شمال وشرق سوريا، مشيراً إلى أن الطرفين ناقشا ملفات أمنية وسياسية عالقة، لكن الخلافات الجوهرية، المتمثلة في مطالب “قسد” وخاصة حول الحكم الذاتي والوجود العسكري الأميركي أحبط أي آمال لتسوية قريبة.

وأشار الجاسم إلى أن المسار السياسي بين الطرفين يمرّ بمنعطف حرج قد يفضي إلى أحد ثلاثة مسارات رئيسية، أولها تجميد المفاوضات وهذا قد يؤدي إلى تصاعد التوتر في الشمال الشرقي، وعودة الخطاب التصعيدي من الطرفين، ما يُعرقل أي تسوية شاملة.

ثانيا حصول ضغط أميركي وأوروبي لإعادة التفاوض، فرغم فشل الاجتماع، إلا أنه لم يُعلن رسمياً انهيار العملية التفاوضية، لكن المبعوث الأميركي توم باراك، الذي حمّل قسد مسؤولية “البطء والمراوغة”، لا يزال يرى أن “دمشق هي الوجهة الوحيدة الممكنة”، وهذا يشير إلى احتمال ممارسة ضغوط أميركية وغربية على قسد لإعادتها إلى طاولة الحوار، مع احتمال تقديم صيغة مرنة توازن بين سيادة الدولة ولا مركزية إدارية محدودة بمناطق ضيقة.

ثالثا: تعنت “قسد” قد يضطر سوريا وتركيا لتنفيذ عملية عسكرية مشتركة، ولاسيما مع وجود تسريبات من دوائر القرار تشير إلى لقاءات غير معلنة بين العواصم الدولية المعنية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقرارها، إضافة إلى تأكيد المبعوث الأميركي أن لدمشق طريق واحد وحكومة واحدة وجيش واحد، ما يعزز فرضية استبعاد “قسد” من التسوية إذا استمرت في رفض شروط الحكومة السورية الأساسية.

وأكد الإعلامي جمعة الجاسم أن الاتجاه العام يشير إلى أن فشل اجتماع أمس لا يعني نهاية العملية السياسية، لكنه يشكل جرس إنذار حاد لقسد بأن هوامش المناورة تضيق، وأن الخيارات المتاحة تزداد صرامة، والكرة الآن في ملعب الإدارة الذاتية، فإما أن تختار مسار الاندماج التدريجي ضمن الدولة السورية، أو تُواجه عزلة إقليمية وميدانية متزايدة، ويكون عندها الحكم والفيصل هو الجيش العربي السوري.

محمد رعد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock