المتحف الوطني بدمشق يحتفي باليوم العالمي للتراث الثقافي اللامادي

احتضنت قاعات المتحف الوطني بدمشق مجموعة من الفعاليات التي تسلط الضوء وتحتفي بالتراث الثقافي اللامادي بالتزامن مع يومه العالمي، وذلك بحضور معاون وزير الثقافة لشؤون التراث، د.لونا رجب، التي كرمت الفنان هشام كيلاني بشهادة تقدير، وأثنت على جهوده ومشاركاته الغنية في الحفاظ على التراث الوطني.
وقدم الأخير في معرضه 21 لوحة فنية من أعماله بالفسيفساء الحجرية، عكست مهارته وقدرته على توظيف الحجر الطبيعي في لوحات فنية ذات طابع تشكيلي معاصر.
تلا افتتاح المعرض ورشة عمل تعريفية بتقنيات الفسيفساء الحجرية، بمشاركة طلاب من المعهد التقاني للفنون التطبيقية، وعدد من المهتمين، بهدف التعريف بتقنيات تنفيذ اللوحات الفسيفسائية الحجرية، وأساليب اختيار الأحجار وتقطيعها وتثبيتها لتكوين لوحة متكاملة تجمع بين الدقة الحرفية والخيال التشكيلي.
ثلاث لوحات
كما تضمنت الفعالية ثلاث محاضرات، بدأها الفنان وائل دهان بمحاضرة بعنوان “فن الفسيفساء الحجري”، تناول فيها الجانب الفني والتقني، موضحاً كيفية تحويل اللوحة الفسيفسائية من عمل ثابت إلى لوحة تشكيلية حية قادرة على الانتشار في العالم ونقل الجمال السوري.
ثم قدم الخبيران ياسر يوسف ومحمد كايد محاضرة بعنوان “نشوء وتطور الفسيفساء السورية وأساليب ترميمها”، قدّما خلالها عرضاً علمياً شاملاً لتاريخ هذا الفن ومراحل تطوره في سوريا منذ الألف الرابع قبل الميلاد حتى القرن السادس الميلادي.
كما قدمت الصحفية والباحثة زينة شهلا محاضرة بعنوان “على خطا الموسيقا” احتفاءً بالموسيقا الشعبية في بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين، ضمن مشروع منظمة العمل للأمل الهادف إلى توثيق الموسيقا الشعبية في المنطقة.
الجمال اللامادي
في تصريح لـ”الوطن”، أوضحت معاون وزير الثقافة أن التراث اللامادي هو أحد أهم العناصر الأساسية في التراث الثقافي، لأن أي تراث في فترة من الفترات هو عبارة عن تراث لا مادي، ولأن الفكر الذي أنتج التراث المادي هو بحد ذاته تراث لا مادي، وعليه فإن الطرق والتقنيات وأساليب ومواد وتطور آلية العمل في مختلف أنواع هذا التراث لم تكن وليدة اللحظة، أو منذ عشر سنوات، بل قديمة بقدم حضارة هذا البلد، وقد تراكمت الخبرات والحضارات والعلوم والثقافة للوصول إلى هذا المنتج المهم من الجمال اللامادي، الذي يعطينا في نهاية الأمر جمالاً مادياً. مبينة أن التوثيق الذي تتبناه الجهات المختصة يعتمد على العمران والفن في الإنشاء والبناء والعديد من الحرف التي تشكّل تراثاً علمياً ثقافياً مادياً.
كما نوهت رجب بأن المعرض تضمن لوحات الفنان هشام كيلاني المميز في ميدان الفسيفساء الحجري بعد أن صنعها بطريقة المنمنمات وأجزاء صغيرة من الزجاج، ليبدع من خلالها رسالة تؤدي دوراً توثيقياً. وتابعت: “رأينا توثيقه للأبنية الدمشقية القديمة وحاراتها الشعبية وبعض الحرف التقليدية، علاوة على رسالة التسامح التي حملتها أعماله والتي شملت جميع الأراضي السورية، وشاهدنا جميعاً أيقونات تمثل الديانة المسيحية وتمثيلاً للتاريخ الإسلامي العريق بتجسيد تمثال للفاتح صلاح الدين الأيوبي، وهي في خلاصة الأمر رسالة ثقافية ولا تنحصر في أنها فعالية فحسب”.
أسلوب يدرّس
من جانبه، أشار هشام كيلاني لـ”الوطن” إلى أنه طوّر فن الفسيفساء على مدار عشرين عاماً حتى بات أسلوبه فناً يدرّس في أكاديميات الفن التشكيلي. موضحاً أن لوحاته مصنوعة بقطع حجرية وزجاجية ضمن أعمال فردية صغيرة ومتوسطة يسهل نقلها، وأن عدداً كبيراً من الباحثين والصحف أشادوا بفنه وبأسلوبه الفريد في التعامل مع هذه القطع الصغيرة من الزجاج والحجر لتشكيل لوحات بديعة.
مصعب أيوب