العناوين الرئيسيةسوريةسياسة

المصالح قبل الشعارات.. “عكاظ”: سوريا تفاجئ العالم بسرعة تحركها وانفتاحها

اعتبرت صحيفة “عكاظ” السعودية أن سوريا تفاجئ العالم “كل يوم” بسرعة تحركها السياسي وانفتاحها على مصالحها “العظمى”.

الكاتب محمد الساعد، وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم الإثنين، رأى أن دمشق فهمت، الآن، عزلتها وغرقها في وحل قضايا المنطقة بسبب النظام السابق وخياراته الغريبة، مذكرا بأن النظام المخلوع وعلى مدى خمسة عقود “ادعى دعم القضية الفلسطينية، وجعلها قضيته المركزية، وزايد عليها، بينما لم تكن سوى شماعة يضع عليها رداءه المبتل آخر الليل”.

وزاد أن النظام السابق كان لا يؤمن بوجود فلسطين بالأساس، ومدعياً دعم العرب وهو يتحالف إستراتيجياً مع كل “الشعوبيين” حول الإقليم العربي، كان يزعم محاربة إسرائيل، لكنه فعل كل شيء إلا العداء لها.

الساعد سلط الضوء على اللقاءات التي تحدث عنها الإعلام- مؤخراً- بين وفود سورية وإسرائيلية، واستدرك بأنها ليست الأولى، معيداً إلى الأذهان أن النظام السابق شارك في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، كما انضم وفده المفاوض إلى الاجتماعات الثنائية المباشرة، بعد انتهاء المؤتمر العام، مع إسرائيل إضافة إلى الوفد الأردني الفلسطيني المشترك، وكذلك لبنان.

واعتبر الساعد في مقاله أن مشكلة اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية، أن”معظم من وقع يزايد على من لم يوقع، وهم لا يريدون أن ينضم غيرهم إلى أي اتفاقات سلام، ويدعون أن تجربتهم فاشلة في السلام مع إسرائيل، لكن أيّاً منهم لم يُلغِ تلك الاتفاقيات، دافعين الآخرين لرفض السلام ويطالبون الجميع بدفع الفواتير بدلاً عنهم”.

وبهذا الصدد، أكدت صحيفة “عكاظ” عبر مقال الساعد أن العلاقة التفاوضية بين دمشق وتل أبيب، علاقة “ند لند”، وليست علاقة أفراد من طائفة تبدّل ملفاتها وهوياتها وحتى انتماءها العربي عمالة لإسرائيل.

وقال الكاتب: نحن أمام حالة من اختيار المصالح العظمى يؤسسها السوريون، وكأنهم يقولون لكل المزايدين وحتى المراقبين: “سوريا أولاً، ومصالحها الوطنية اليوم أهم من الجميع”، وهو مبدأ لم يجرؤ أحد على الإفصاح عنه سابقاً.

وأردف: سوريا اليوم تكاد تلغي بتصرفاتها السياسية الواقعية هامش المزايدة الذي كان منتشراً بكثافة في العالم العربي منذ ولادة القضية الفلسطينية عام 1948، حتى السابع من تشرين الأول الذي يعد مفصلاً تاريخياً له ما قبله، وله أيضاً ما بعده، وختم الساعد مقالته في صحيفة “عكاظ” بالقول: إن دمشق في موقف إستراتيجي صلب، وترى أنها ليست استثناءً من طريق السلام الذي بدأ العام 1978 ولم يتخلَّ عنه أحد ممن سلكه حتى الآن.

صحيفة “عكاظ”

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن أون لاين
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock