الهوية البصرية السورية الجديدة.. طي لمرحلة وتدشين أخرى

بعد سبعة أشهر من سقوط النظام السابق، وتمكن الإدارة الجديدة لسوريا من محي الذاكرة الجمعية الدولية السيئة عن سوريا، ومحيها صورة سنوات طويلة من الأفعال السلبية على كافة المستويات الداخلية والخارجية، كان لابد للإدارة الجديدة من العمل على تغيير الهوية البصرية الوطنية، والتي عمل النظام السابق طوال سنوات حكمه على استغلالها لمصالح شخصية وحزبية ليحولها إلى أداة سياسية بعيداً عن مفهومها الوطني، فكان اللون والخط والشعار والصورة في خدمة أهدافه الشخصية.
إدراك الإدارة الجديدة لأهمية الهوية البصرية، دفع بها إلى إطلاق هوية الدولة الجديدة، للانعتاق من صورة الشخص الواحد والحزب الأوحد، هوية مصاغة وفق رؤية مبتكرة تجمع بين التراث والحداثة، وتعكس التنوع الثقافي والحضاري وتمثل مكونات الشعب السوري بكافة أطيافه.
من المؤكد أن إعلان رئاسة الجمهورية”هوية الدولة الجديدة” ليس من باب الترف الثقافي، وفيض مهرجانات الاستعراض، بل لإيمانها ويقينها أن الهوية البصرية هي الواجهة التي تمثل رؤية وشخصية ومميزات سوريا.
تتجلى أهمية الهوية البصرية للدولة في تمكنها من تمثيل البلد داخلياً وخارجياً وعلى كافة الصعد، ليكون بمثابة إعلان طي مرحلة وتدشين مرحلة آخرى جديدة، تحقق حلم وآمال السوريين في عيش مستقبل مشرق ومزدهر.
منذر عيد