ببصمات تركية واستجابة لمخرجات “الأستانة”.. “النصرة” تتصدع لصالح تنامي دور “أحرار الشام”

تسارعت وتيرة الأحداث في ادلب والتي تستهدف تفكيك “هيئة تحرير الشام” والنيل من عمودها الفقري “جبهة النصرة” وإعادة الاعتبار إلى “حركة أحرار الشام الإسلامية” ربيبة الحكومة التركية، وذلك استباقاً لمقررات مؤتمر “الأستانة” بنسخته الحالية التي تستهدف ضم ادلب إلى مناطق “خفض التوتر” وتجنيبها مصير الرقة ودير الزور والموصل.
فمن “التسريبات الصوتية” واستقالة شرعي هيئة “تحرير الشام” السعودي عبد الله المحيسني والقيادي مصلح العلياني ثم انفصال “جيش الأحرار” فجر اليوم الخميس بعد يوم من الاستقالة، وهو القوة الثانية في الهيئة بعد “النصرة”، كلها مؤشرات تومئ إلى تزايد النفوذ التركي الساعي إلى تفكك فرع القاعدة في سورية نزولا عند رغبة موسكو وواشنطن وإعطاء مزيد من القوة إلى “أحرار الشام” التي يعول عليها بلعب دور في ذلك.
ورأى ناشطون في ادلب لـ “الوطن أون لاين” أن استجابة تركيا كدولة ضامنة إلى تحقيق تقدم في مباحثات “الأستانة”، التي تنتهي غدا، مرده رغبة حكومتها ورئيسها رجب طيب أردوغان بعدم الخروج من “مولد سورية من دون حمّص”، بحسب توصيف أحدهم، إذ كادت تركيا بعد هيمنة “النصرة” على ادلب نهاية الشهر ما قبل الفائت ان تفقد أهم منطقة نفوذ لديها وتكاد تكون الوحيدة بعد خروج حكومة “العدالة والتنمية” من ملعب الأزمة السورية، الأمر الذي دفعها إلى تغيير قواعد اللعبة والضغط على الميليشيات التابعة والموالية لها للقبول بصيغة مقررات “الأستانة” وضم المحافظة إلى مناطق “خفض التصعيد” لتجنيبها حرب مقبلة لوحت بها واشنطن التي تقود “التحالف الدولي”.
وأكد الناشطون أن انشقاق ميليشيا “جيش الأحرار”، التي يقدر عدد مقاتليها بنحو 8 آلاف مسلح، بمثابة أهم إسفين دق في قاعدة “القاعدة” و”تحرير الشام” ومن خلفهما “النصرة” بعد انفكاك ميليشيا “حركة نور الدين الزنكي” بمقاتليها الـ 7 آلاف عن الهيئة وقت احتدام قتالها مع “أحرار الشام” في تموز الماضي.
وتوقع الناشطون أن يعيد “جيش الأحرار”، الذي انشق عن “أحرار الشام” نهاية تشرين الأول الماضي، انضمامه إليها مع “الزنكي” وربما ميليشيا “فيلق الشام”، وجميعهم خلفيتهم اخوانية، وبأوامر من أنقرة لتشكيل قوة كبيرة قادرة على دحر ما تبقى من “تحرير الشام” من المناطق التي سيطرت عليها في حربها مع “أحرار الشام” والتي بقيت محصورة في جيوب صغيرة داخل بعض قرى جبل الزاوية وسهل الغاب الجنوبي الغربي.
ورجحوا أن ينفرط عقد “تحرير الشام” في زمن قياسي قريب ليبدأ العد التنازلي لمحاربة “النصرة” وإنجاح جهود تنفيذ اتفاق “خفض التصعيد” في ادلب أسوة بالمناطق الثلاثة التي طبق فيها إذا ما ظلت أنقرة ملتزمة بعودها في إنجاحه كما وعدت ووفق مصالحها التي تستدعي ذلك.
إدلب – الوطن اون لاين