العناوين الرئيسيةمنوعات

بعد أن رسخت سابقاً في أذهان الناس.. لماذا أصبحت شارات المسلسلات تمرّ اليوم مرور الكرام؟

تعتبر شارة المسلسل بمنزلة بطاقة العبور إلى قلب المتلقي، وهي الوسيلة التي يلجأ إليها صنّاع العمل الدرامي لشده.

كما تعدّ عنصر الجذب الأول بين العمل والمشاهد، لأنها تمزج ما هو سمعي بما هو بصري في صورة تُطرب المشاهدين وتغوص به في عمق العمل.

يحنّ الجمهور السوري والعربي اليوم ويستذكر بعض شارات الأعمال الدرامية الخالدة التي غابت، وراح البعض يُطالب اليوم بإعادة إحياء تلك الأمجاد، بعد أن رسخت بعض الشارات في أذهان الجمهور، وشغلت هواتفهم ومحركات بحثهم، ولاسيما بعد أن حملت تلك الشارات معاني الحب والخيبة والنصر والمجد والهزيمة وخليط من المشاعر بكلماتها الفصيحة وتعابيرها الجزلة التي جعلت من اللغة العربية الفصحى والنصوص الشعرية تذكرة مفتوحة بشكل مباشر إلى قلب وذهن المتلقي السوري والعربي.

أغنيات خالدة

مَنْ منا ينسى أغنية “ألا حبذا” التي صاحبت مسلسل “أهل الغرام””، وهي من كلمات الشاعر عمر بن أبي ربيعة، وموسيقا طاهر مامللي. ومن يمكنه تجاهل ما لحّنه سمير كويفاتي لشارة مسلسل “أبناء القهر”، مجدداً نجاحه بالموسيقا التصويرية لمسلسل “عصر الجنون”.

كما تعتبر شارة مسلسل “التغريبة الفلسطينية” من أجمل الشارات، وهي تُعبّر عن النضال الفلسطيني من كلمات الشاعر إبراهيم طوقان وألحان طاهر مامللي. بينما حظيت شارة مسلسل “وشاء الهوى” بإعجاب الكثيرين بكلماتها وألحانها وغناء الفنّانة لينا شاماميان.

الكاتب عدنان العودة قام بكتابة أغنية “قلبي علينا” التي صارت أغنية لشارة مسلسل “الندم” بعد أن لحّنها الموسيقار إياد الريماوي وغنّتها كارمن توكمه جي.

وكذلك أغنية “كتاب الحب” للشاعر الكبير نزار قباني التي ألّفها ولحّنها الفنان العراقي كاظم الساهر لتحمل شارة مسلسل “مدرسة الحب”، ليُجدّد الساهر التجربة في مسلسل “الواق واق” بأغنية من كلمات سهام الشعشاع، وألحان طاهر مامللي.

موسيقا باردة وجافة

جميع ما سبق وغيرها الكثير من الشارات كان لها وقع كبير لدى المتلقي، وباتت راسخة وقوية لدى المشاهد، في حين تمر الشارات اليوم مرور الكرام وربما نتجاوزها لنبدأ متابعة الحلقة مع انتهاء الشارة، وكأنها باتت حملاً ثقيلاً على المشاهد، علاوة على أن بعضها بات لا يحمل مضمون العمل أو يختلف عنه كلياً، مع وجود بعض الاستثناءات، ناهيك عن إهمال تلك الشارات اللغة العربية أو القصائد والموشحات واكتفائها بالرسوم المتحركة أو الموسيقا الباردة والجافة فحسب.

مصعب أيوب

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock