تجربة توصيل الطلبات في سورية.. توفير الوقت وفرص العمل وتحقيق الأمان والرفاهية.. “بي أوردر” مثالاً

على الرغم من أن الحروب تدمّر ما تؤسسه المجتمعات من تطور خاصةً في مجال تحقيق الراحة والرفاهية لمواطني الدول التي تبتلى بها، إلا أن تجربة توصيل الطلبات “بي أوردر” التي أبصرت النور كمشروع مغامر في أقسى سنوات الحرب عام 2017، قفزت فوق هذه الفكرة وتجاوزتها، وتمكنت من إقناع طرفي الخدمة (الزبون – البائع) بقدرتها على تحقيق مستوىً عالٍ من الأمان والراحة وتوفير الوقت والجهد، بالإضافة لتوفير مئات فرص العمل لشريحة واسعة من الشباب كانت بأمس الحاجة لها مع تراجع الواقع الاقتصادي نتيجة الحرب والحصار.

 

وبعد 7 سنوات من العمل والتوسع والنجاح والإقبال على التعامل مع خدمة “بي أوردر” عبر التطبيق المتوفر على الهواتف الذكية، أقدم مؤسس الشركة السيد هادي نحاس على تنفيذ مبادرة شارك فيها موظفو الشركة في دمشق بتوصيل طلبات للزبائن بأنفسهم لاكتشاف المشكلات التي قد يتعرض لها الكباتن والزبائن معاً بهدف تحسين جودة الخدمة والارتقاء بها

 

وبالتزامن أُجريَ استطلاع للرأي لمعرفة مستوى رضا الزبائن عن الخدمات التي تقدمها شركة “بي أوردر”، حيث رأى البعض أن الخدمة ليست بمتناول الجميع بسبب غلاء الأسعار، كما لاحظوا بعض المشاكل في جودة التخديم مثل الطلبات المقلوبة أو المتأخرة عن الوقت المتوّقع لوصولها في بعض الأحيان، فيما رأى البعض الآخر أن التطبيق يوفر لهم حلاً مريحاً وسريعاً لتلبية احتياجاتهم اليومية من طلبات المتاجر والسوبر ماركت بأسعار تنافسية وبكبسة زر.

 

أما فيما يخص تجربة الكباتن، وهم العمود الفقري للشركة التي تعتمد عليهم اعتماداً كاملاً بتقديم الخدمة عبر وصل البائع بالزبون، أكد أحد الكباتن أن “مسؤولية إيصال اي طلب ليست بالسهولة التي يتوقعها الزبون ابتداءً من وقت الانتظار لدى المطعم لاستلام الطلب ليتمكن من تسليمه للزبون ضمن الوقت المتوقع وأضاف: “الأمر الآخر الذي يغيب عن ذهن الزبون هو ظروف الطقس المُجهدة صيفاً وشتاءً مقابل السعي لتحقيق عدد طلبات معينة للوصول لإنتاجية مادية مُجدية ومحاولة الموازنة بذات الوقت مع متطلبات صيانة الآلية ومصاريف البنزين، ناهيك عن حساسية الكثير من الأصناف ومسؤولية المحافظة على حالتها وتوصيلها كما تم استلامها كالعصائر وسلطات الفواكه وأشار إلى ضرورة تأمين اتصال دائم بخدمة الإنترنت التي أصبحت تكاليفها تُشكل عبئاً من نوعٍ آخر بالمقابل أكد الكابتن أن ما يجذبه للعمل مع “بي أوردر” هو مرونة ساعات العمل بموازاة المردود المادي المقبول لتأمين احتياجات العائلة واهتمام الشركة بفريق التوصيل

فيما يخص الطرف الآخر في خدمة “بي أوردر” أي المطاعم، أكد مالك سناك مشهور في منطقة الشعلان بدمشق أن التطبيق يحقق له مبيعات إضافية تُضاعف من شهرته وعدد طلباته منذ اشتراكه مع “بي أوردر” الذي جاء بمثابة افتتاح فرع ثانٍ له بدون دفع أي تكاليف تأسيسية جديدة، وعلى الرغم من اضطراره لدفع عمولة مرتفعة للشركة، إلا أنها لا تقارن أبداً بتكاليف تأسيس فرع آخر، لتنحصر التحديات التي تُواجهه بارتفاع تكاليف المواد الأولية والحفاظ على تقديم الطلب بالجودة المطلوبة من حيث التغليف والسخونة، إلى جانب اضطراره للتعامل أحياناً مع كابتن توصيل قد يكون غير لبق، أو ليس بالترتيب المطلوب أو متأخراً عن استلام الطلب بعد تحضيره على الوقت من طرف المطعم

أما “بي أوردر” من الداخل، فهي عبارة عن خلية موظفين متخصصين لمتابعة كافة الطلبات ومعالجة تقييمات الزبائن على مدار الساعة خلال أيام الأسبوع، حيث تتم الاستجابة للطلبات بشكل مباشر وجدولتها ما ينعكس على سرعة تثبيت الطلب، أما بخصوص التحديات التي تواجههم فذكر عدد من أعضاء فريق عمل “بي أوردر” أن أكبرها يتعلق بمحاولة عدم رفض الطلبات في أوقات الذروة، والقدرة على تنسيق تخديم طلبات الزبائن بالتوازي مع قدرة الكباتن على تخديم عدد الطلبات الموجود، آخذين بعين الاعتبار المسافات بين الكابتن والمطعم والزبون وأنواع الآليات المناسبة للتخديم لتوزيع الطلبات، كما يتم التنسيق مع المطاعم لضمان توافر الأصناف المطلوبة ضمن الطلبات مع تنفيذ ملاحظات الزبائن عليها لإيصال ما تم طلبه بالضبط.

وإضافة إلى ما تحققه “بي أوردر” من راحة للزبائن في المدن التي تنشط فيها “دمشق، حلب، حمص، اللاذقية وطرطوس” وانتشار للمطاعم، مساهمةً بذلك في توفير الوقت وتدوير عجلة الاقتصاد وجذب السياح كخدمة تضاهي الخدمات الموجودة في بلدانهم، فإنها تلعب دوراً هاماً بتوفير عشرات فرص العمل وتحقيق الأمن المالي لكثير من الشباب الذين انخرطوا بالعمل ضمن فريقها، خصوصاً مع العقل الاحترافي بالتعامل مع الموظف كشريك في العمل، ليكون جاهزا لتأدية عمله بأقصى ما يستطيع من اهتمام وحب، ويقدم الخدمة التي يتمناها المواطن بأسعار منافسة.