ترشحت موسيقاها لجائزة كندية.. بشناق لـ”الوطن”: السوريون يمتلكون ذائقة فنية أصيلة

أعلنت المؤلفة الموسيقية سعاد بشناق ترشيحها لجائزة الموسيقى التصويرية الكندية المرموقة، عن موسيقا المسلسل السوري “البطل” الذي عُرض في الموسم الدرامي الماضي، وحظي بإشادة نقدية وجماهيرية واسعة.
في هذا الحوار، تتحدث بشناق لـ”الوطن” عن تجربتها في العمل، وكواليس التعاون مع المخرج الليث حجو، ورؤيتها للموسيقا التصويرية.
– كيف تلقّيتِ ردود فعل الجمهور على موسيقا “البطل”؟
ردود الفعل كانت مميزة للغاية وأسعدتني بشكل لا يوصف. لمستُ من خلال هذه التجربة أن السوريين يمتلكون ذائقة فنية أصيلة، وهم أبناء ثقافة وفن، ويتابعون العمل بكل تفاصيله، بما في ذلك الموسيقا التصويرية.
تلقيت إشادات عديدة، من بينها كلمات الموسيقار سمير كويفاتي والملحن اللبناني أحمد قعبور، اللذان أكدا أن موسيقا “البطل” تشكّل نقلة نوعية في الدراما السورية.
كما أدهشني اهتمام الجمهور بأدق التفاصيل الموسيقية، وهو ما يؤكد أن المشاهد السوري لا يتعامل مع العمل الدرامي كوسيلة لتمضية الوقت فقط، بل يثمّن الجهد المبذول فيه.
– حدثينا عن التعاون مع المخرج الليث حجو؟
سبق التعاون حوارات مطوّلة بيني وبينه حول طبيعة الموسيقا المناسبة للمسلسل، ونوعية الآلات التي يمكن أن تخدم الأجواء الدرامية.
حيث كان قد استمع إلى بعض أعمالي وأُعجب بها، وأصرّ على أن يحتوي العمل على لحن رئيسٍ مميز وذي وقع قوي، منحني ثقته الكاملة، ما أتاح لي مساحة لتقديم موسيقا تحمل شخصيتي الفنية، وفي الوقت ذاته متفرّدة ومبتكرة، بعيدة عن القوالب المألوفة.
– كيف تصفين أسلوبك في التأليف الموسيقي؟
احرص دائماً على أن تكون أعمالي سهلة التلقي، وفي الوقت نفسه متوازنة من حيث العمق الموسيقي.
أريد للمستمع العادي أن يستمتع بها وتلامس قلبه، وللموسيقي المحترف أن يقدّر ذكاء التوزيع الأوركسترالي ودقة التفاصيل التقنية التي أضعها في كل عمل.
– المسلسل كان يُعرض أثناء عملك على موسيقاه، فكيف تعاملتِ مع الضغط؟
كانت تجربة مرهقة، إذ عملتُ لساعات طويلة يومياً على التأليف والتحضير، أحياناً أكثر من 15 ساعة في اليوم، وخاصة مع الحاجة إلى إضافة مقطوعات جديدة بالتزامن مع عرض الحلقات.
الضغط النفسي والجسدي كان كبيراً، ولكن الدعم الكبير من الجمهور والمحبين منحني طاقة ودافعاً للاستمرار.
– بعد حصولك على 9 جوائز عالمية من أصل أكثر من 15 ترشيحاً، ما طموحك اليوم؟
طموحي الأكبر هو الوصول إلى العالمية، والفوز بجائزة الأوسكار للموسيقا.
لكن يبقى الأهم بالنسبة لي أن أؤلف موسيقا خالدة تعيش في ذاكرة ووجدان الجمهور لعقود، فذلك أسمى من أي جائزة.
– هل تخشين تأثير الذكاء الاصطناعي في مهنة التأليف الموسيقي؟
بالتأكيد هناك مخاطر، وخاصة على المهن الإبداعية، لكن رغم قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج أعمال موسيقية، فإنه يفتقر إلى الروح التي تمنحها اللمسة البشرية.
النتيجة غالباً ستكون بلا إحساس حقيقي، وهذا ما يستطيع المتلقي تمييزه بسهولة.
مصعب أيوب